إلى متى…؟!
هلال بن حميد بن سيف المقبالي
h.h.s.muq@gmail.com
لا يخفى على الكثيرين من قاطني قرى ولاية الرستاق، أو السالكين لطريق (الحزم – الوشيل)، والذي يمتد لمسافة قرابة 12كم، بدءً من دوار الحزم وحتى دوار الوشيل/ المزاحيط، وما آل إليه هذا الطريق الحيوي من التهالك، والذي يعتبر طريقًا أساسيًا؛فهو واجهة ولاية الرستاق، والطريق الأوحد الذي يربط ولايات ساحل الباطنة شمالها وجنوبها بولاية الرستاق وكذلك ولايات محافظة الظاهرة، والمدخل والمخرج الأساسي والرئيس لشارع الباطنة السريع.
إن المتابع لوسائل التواصل الاجتماعي وكتابات المهتمين بموضوع هذا الطريق ومناشدات الأهالي منذ العام 2015 سيدرك تماماً أهمية هذه المطالب والمناشدات، فقد أصبح الطريق وكأنه طريق ترابي من كثرة الحفر والتشققات التي يكاد لا يخلو منها مترًا واحد منه إلا وأصابه التآكل، ناهيك عن عدم وجود أكتاف جانبية للطريق، ولا يخفى على أحد أن هذه الحفر والتشققات وعدم وجود أكتاف جانبية تعد خطرًا جسيمًا لمستخدمي هذا الطريق؛ فالضرر موجود لا محالة سواء في المركبة أو سائقها، والركاب، وما يزيد البلوى والمصيبة العظمى في هذا الطريق المثلث الدموي (مثلث المسفاة)، الذي حصد الكثير من الأرواح من ولاية الرستاق أو من خارجها، وهنا لا أطيل الحديث عن هذا المثلث، فيكفي ما قيل عنه، وتقارير الحوادث التي خرجت عنه لهي خير شاهد؛ فإلى متى سيظل الوضع هكذا؟!والمستغرب في الأمر أن جميع المسؤولين في الدوائر الحكومية بمحافظة جنوب الباطنة بمقر هذه الدوائر بولاية الرستاق، وعلى رأسهم من لهم علاقة مباشرة بالمسؤولية بهذا الشأن، يمرون من خلال هذا الطريق ذهابًا وإيابًا ولم نسمع منهم تصريحًا واحدًا يتبنى فكرة عدم صلاحية هذا الطريق سواء من الناحية الفنية أو السلامة المرورية، ولا أذكر أنني سمعت أنهم اجتمعوا ورفعوا تقريرهم إلى الجهات المعنية بشأن هذا الطريق، وكأن الأمر لا يعنيهم. والغريب أيضاً أن رجال الشرطة يضعون أجهزة ضبط السرعة (الرادارات)، في أماكن متفرقة على طول الطريق، رغم معرفتهم بأن الطريق فنيًا غير آمن لمرور المركبات، ويتركون الحفر التي تأثر بإطارات المركبات، وتسبب الحوادث وتزهق الأرواح !.. فهل الأولى نصب أجهزة ضبط السرعة (الرادارات)، أو رفع تقرير بعدم صلاحية هذا الطريق؟! أو أقله جهدًا المطالبة لردم هذه الحفر، أو وضع لوحة مرورية لوجود هذه الحفر أو حتى إرسال تنبيه لوجود مثل تلك الحفر، التي تظهر بين فترة وأخرى على طول الطريق، فإزالة أو إماطة الأذى عن الطريق واجب ديني قبل أن يكون واجب مهني. وهنا أتذكر من فترة مضت إن سعادة ناصر العبري عضو مجلس الشورى، ممثل ولاية الرستاق (السابق) أكد للأهالي في تغريدة نشرت له بأن وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات قد اعتمد تقاطع المسفاة بولاية الرستاق، وشارع الحزم – الوشيل ورفع ضمن خطة 2022م، وأن الوزير يتابع الاعتماد بنفسة.. كان ذلك أثناء الجلسة النقاشية لمعالي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات مع أعضاء مجلس الشورى في 27/3/2022
انتهى عام 2022، وها هو العام الحالي 2023م لم يتبقى له إلا أيام قليلة ويغادرنا بما حواه من مآسي وأحزان خلفه هذا الطريق المتهالك، ولا نرى بوادر لتأهيلة ولو حتى لافتة بسيطة تطمئن الأهالي بأن هناك أمل ولو بسيط يتمسكون به، ويشرح صدورهم.
إن القادم لولاية الرستاق للزيارة أو التمتع بالسياحة في الأماكن السياحة الجميلة التي تزخر بها الولاية سوف ينصدم عندما يرى هذا الطريق المؤدي إلى مدخل الولاية وهو بهذا السوء، وتتراود في نفسه التساؤلات، والتعجبات؟!؛ هل هذه ولاية الرستاق التي سمعت وقرأت عنها؟، هل هذا التطور في البنية التحية التي يتكلمون عنها؟! هذه بدايتها وواجهتها، فماذا سيكون في جوفها؟! وكما يقال “الكتاب يعرف من عنوانه”، فإن هذا الطريق يعتبر عنوانًا لولاية الرستاق ومدخلًا لقراها!! …
كلنا يتسائل ألا تستحق ولاية الرستاق حاضنة محافظة جنوب الباطنة، طريق يليق بمكانة هذه الولاية العريقة، ألا يستاهل قاطني هذه الولاية والولايات المتاخمة لها أن يؤهل لهم هذا الطريق؟!
نترك الإجابات لمن يهمهم الأمر…!