وأحْوَرَ العَيْنيْن
وأحْوَرَ العَيْنيْن
وشادِنٌ أطَلَّ مِنْ شُرْفِهِ
في النُّعْمِ يلْهو بانَ مِنْ سَجْفِهِ (١)
وأحْوَرَ العَيْنينِ لمْ يَكْفِهِ
أَنَّي ذُهِلْتَ اللُّبَّ مِنْ هَيفِهِ
فَساقَني مَحْبولَ وَجْدٍ إلى
حَيثُ رأيْتُ البَدْرَ في صِرْفِهِ
وراحَ يَقْضي بيننا حُسْنُهُ
ومالَ رُجْحاناً إلى صَفِّهِ
كيفَ النُّجومُ إنْ بدا سِحْرُها
كالشَّمْعَدانِ شَعَّ مِنْ طَرْفِهِ
فهٰكذا وَجْناتُهُ آنَستْ
وَجْهَ الضُّحى فَشَفَّ مِن فَوْفِهِ (٢)
ماسَ كأنَّ البانَ في خَصْرِهِ
والعُودَ زادَ مِن قِرى عَطْفِهِ
وأَوْمأَ الطَّرْفَ على سَمْحَةٍ
والجَفْنُ مرْسومٌ على حَرْفِهِ
والشَّهْدُ في الشِّفاهِ مِنْ ثَغْرِهِ
يَطْلبُ بالإسْراعِ في رَشْفِهِ
وَجَمْتُ بالذُّهولِ في حِيرَتي
والوَرْدُ يدْعوني إلى قَطْفِهِ
قُلْتُ أريدُ البدْءَ في وصْلِهِ
إبْنُ سبيلٍ جاءَ مِنْ ظَرفِهِ
وكمْ أراني مُسْتَحِقَّاً لِما
يُنالُ بالزَّكاةِ أوْ عُرْفِهِ
وفي نِصابِ الحُسْنِ فاقَ المَدى
فالخيرُ في الإنْفاقِ لا كَفِّهِ
والعُشْرُ أرْضىاهُ ولوْ مرَّةً
مِنْ رُبْعِهِ وليْسَ مِنْ نِصْفِهِ
قالتْ خُذِ المقْدورَ في فِعْلِهِ
تُرْضي عُيوناً مِنْ مُنى شَوْفهِ
إنْ فُزْتَ باللَّحْظِ فدَعْ بعْدَهُ
بحْرُ الأَماني جَفَّ مِنْ سَرْفهِ
وليْسَ في عُرْفٍ لنا غيرُ ذا
وليْس بالإمكانِ في خَلفِهِ
ما كُنْتُ أدْري للهوىٰ صَدَّةً
مِنْ مِثْلِ ما قالتْ ولا حَيْفهِ
صَدُّ الغواني إنْ بدا عُنْوَةً
كالنَّصْلِ إنْ غارَ على شَفِّهِ
النّاهباتُ العَقْلَ مِنْ طَوْرهِ
والمُلْهِباتُ الصّدْرَ في جَوْفِه
الرّاغباتُ الوصْلَ قِيلَ احْتمى
بالدّلِّ والمَوْعودِ أو سَوْفِهِ
يأْتِينَ دَلاًّ سافراً غِرَّةً
حتى إذا أزحْنَ مِنْ غُرْفهِ
قلباً تلظّى بالجَوى حَرَّةً
أراد يَنْجو مِنْ شَفا حَتْفِهِ
قُلْنَ احْتَرِسْ لَسْنا صُقوراً ولا
جئنا لنَزْعِهِ ولا خَطْفِهِ
يَبْقىٰ الجمالُ حَوْزَنا وَحْدَنا
للبَذْلِ لا ، قَطْعاً ، ولا صَرْفِهِ
إلاّ بمَوْثوقِ العُهودِ التي
لا شيءَ يُدْنيها إلى حَذفِهِ
كمْ للبَناتِ الخُودِ أعْذارُها
حتى يَحِكْنَ القَوْلَ مِن صُوفِهِ
يُعْطِينَ بالجزيلِ حتى بدا
ثَمَّ الخيالُ صارَ في زَيْفهِ
لٰكنَّ مَنْ ذا جاحِدٌ حقَّها
أُنْثى الدَّلالِ في شَبا سَيفِهِ
مَنْ غيْرُها مُسْتَوْدَعٌ حافِظٌ
سِرَّ الجَمالِ إِيِسَ مِنْ كشْفِهِ
تَعَدَّتِ الأُنثى ، بها حُسْنُها ،
لِما حَوى الكَوْنُ إلى نَيْفِهِ
هُنَّ طُيورُ اللطْفِ إنْ أسْرَعتْ
في الُّلطْفِ أظفارٌ إلى نَتْفِهِ
دَوْحُ الرّياحينِ يَفوحُ الشّذى
مِنْ كلِّ عِطْرٍ ، هُنَّ ، أوْ عَرْفِهِ
والبيْتُ مَسْقوفُ الهَنا عِنْدَها
ضاعَ الهَنا إنْ خَرَّ مِنْ سَقْفهِ
رَحْبُ الوجودِ قد غَنىٰ نِسْوَةً
هُنَّ النَّدى ونَحْنُ مِنْ ضيْفِهِ
(١) السّجْف : الستارة .
(٢) الفوْف : الأبيض الرقيق ، وأصله قشر النّواة .