صبراً أهل غزة، فإن موعدكم النصر
خوله كامل الكردي.
ما زال العالم يشاهد جرائم الاحتلال الإسرائيلي تُرتكب بحقّ أهل غزة، ويلتزم الصمت ولا يحرك فيه شعرة من ضميرٍ إنسانيٍّ لإيقاف هذه الاستهانة بالحياة البشرية. دمّرتْ آلية الانتقام الصهيونية كلّ أثرٍ للحياة في غزة، هدفها ردّ الاعتبار للكيان الصهيونيّ، الذي أقرّ بفشله الاستخباراتيّ بشأن عملية السابع من أكتوبر، ومع استمرار التدمير والتخريب الذي تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي في كلّ شبرٍ من أرض غزة، لم تستطع أيّ حكومة في العالم أن تمنعه من ممارساته الوحشية، إمّا بسبب تواطؤها كأوروبا والولايات المتحدة، أو خوفاً من عقابٍ غربيّ يهدد كل دولة تحاول أن تصدّ الكيان الصهيوني عن قتل المدنيين الأبرياء، وتدمير البُنى التحتية لقطاع غزة.
أمَا آن الأوان لكي تتحرك الضمائر البشرية لصدّ العدوان الإسرائيليّ على الغزّيين، وتقديم المساعدات العاجلة الطبية والغذائية، وإيصال الكهرباء والمياه والوقود لسكان القطاع، وإنهاء المعاناة التي يعيشونها ليل نهار، وإعادة عمل الأنروا وجميع منظمات الأمم المتحدة الإغاثية وغيرها من المنظمات الإنسانية، فارتفاع أعداد الشهداء -وبخاصة الأطفال والنساء والجرحى- يبرز الحاجة إلى سرعة إمداد المستشفيات بما تحتاجه من مستلزمات طبية لتمكين الطواقم الطبية من علاج الجرحى وإجراء العمليات اللازمة لإنقاذ أرواح المصابين، فالمعلومات التي تتداولها وسائل الإعلام والأخبار الواردة من المستشفيات عن استشهاد جرحى بسبب نقص المواد الطبية لعلاج أولئك الجرحى.
غزة تستغيث، من سيلبّي نداءها؟ ويضع حدّاً للانتهاكات الصارخة والغير مسبوقة في حق المجتمع الغزي، هل نسينا أنهم إخوةٌ لنا في الدم والعقيدة والتاريخ؟ أم أن التكالب على الدنيا ومتاعها شغَل مليار ونصف مليار مسلم عن نصرة أهلنا في غزة والذود عنهم؟
خنقت العولمة كل شيء أخلاقيّ وقيميّ في هذا العالم المادّي، وباتت البشرية تتخبط في دهاليز المنفعة الذاتية والمصلحة الشخصية، طحنت أبسط الأحاسيس والمشاعر الآدمية.
نداءٌ إلى أمتنا العربية والإسلامية:
فمن سيعتلي صهوة جواده ليرفع الضيم عن إخواننا المستضعفين في فلسطين ومن القلب غزة هاشم، ويقول كفى، كفى لهذا القتل الممنهج والمستمر بحق أطفال ونساء وشيوخ غزة، ومن سيكون فارس الأمة ليرفع راية الحق والعدل في عالمٍ ساد الباطل فيه واعتلى سدّة الهيمنة البغيضة، واعترى الخوف قلوب الخانعين، والبشائر التي ستأتي على يد وأكتاف المجاهدين المرابطين في أرض المحشر والمنشر تقول لنا صولات وجولات ندحر فيها المعتدي، ويبزغ فجر نصرٍ جديد، من بين الركام ينفضون غبار هزيمة جثمت على صدر الأمة ردحاً من الزمان.
سينتصر أبطال فلسطين الذين يدافعون عن حياض الأمة لوحدهم، وستُبنى أرض القدس وتعمر وتصبح ملاذاً لكل مسلم حرٍّ شريف، عَشِق تراب الأقصى وآمن أن الظالم سيُبتلى بظالمٍ يسومه ما أسام المظلومين يوماً ما.