بدرية بنت حمد السيابية
ما أجمل الكلمة الطيبة التى تخرج من قلب محب للخير يرسم السعادة على وجوه من حوله دون مقابل!فعطاء القلب والروح من أجمل عطايا رب العالمين، ونعيش في محبة وسلام؛ ولكن هناك أشخاص سلبين لدرجة عند مقابلتهم تجد تعابير وجوههم وكأنها غاضبة، وتعاملهم أيضًا مع الآخرين لا يصب بالشي الإيجابي.
نعطي كمثال، تعامل المربي الفاضل في محيط بيته. الأب والأم هم ركيزة المنزل من حيث التدبير والتربية والنصح والإرشاد، ولكن نجد بعضهم تعامله لدى أبنائه كتعامل أي شخص عادى لايهمه أمره، فليس هناك تشجيع ولا نصح ولا إرشاد للطريق الصحيح، سواء في اختيار الأصدقاء أو الحوار والجلوس معهم؛ وبالتالي ستكون هناك فجوة أو ثغرة تحد بين هذا الأب وأبنائه؛ لذلك نجد بعض الأبناء يلجأون إلى التعرف من المحيط الخارجي، ويشبعون رغباتهم سواء للخروج أو الحوار لعالم مجهول، وتكوين علاقات عشوائية من خلال التواصل الاجتماعي، وذكرنا بعضاً من السلبيات
من تلك العلاقات في مقال سابق.
وأيضا ما يحدث في بعض مدارسنا وهو حاصل ووارد، بعض الكلمات التي تكون قاسية في نفسية الطالب؛ ومنها على سبيل المثال لا الحصر؛ “أنت لا تفهم، ماذا يوجد في مخك، أنت طالب فاشل”، فهذه الردود حتمًا ستؤثر على نفسية الطالب، والآثار السلبية ستطبع في قلبه، والإحراج من زملائه وكرهه للدراسة، ومنها كذلك تعامل الطالب للمعلم، كرفع الصوت العالي، وعدم الاحترام، والتنمر، والفوضى؛ فكلا الحالتين تعامل الفرد لمن حوله حسب نظرته لهولاء الأشخاص وكيفية تعاملهم سواء التعامل الحسن أو السيئ.
ومن جانب آخر، وهذا ما أسمعه من بعض أولياء الأمور الكرام، حيث يميزون الطلاب عن بعضهم بعضا من حيث اختيارهم في رحلة ما، فيقع الاختيار على طلبة يكون أبائهم أو أمهاتهم من الكادر التدريسي، وكذلك اختيارهم في بعض الحفلات والمناسبات التى يتم تنفيذها في المحيط المدرسيّ، وحتى تقديم الفقرات في الإذاعة المدرسية، فلماذا لا نبحث عن المواهب فكل طالب لديه شيء يميزه عن الآخرين؟ ولماذا تكرار الوجوه نفسها؟! اعطوا الفرص للجميع لأجل أن لا تكون هناك تفرقة بين أنفس الطلبة، والاحباط المؤكد الذي سيرافقهم.
فلنكن رفقاء لمن حولنا؛ فأنت خُلقتَ في هذا الكون لتسبح في نعّم الله عليك وتشكره على أبسط النعم، سترحل ويبقى الأثر؛ فالكلمة الطيبة والتعامل الطيب للآخرين تمثل نفسك أمامهم، والجميع لديه ضغوطات عمل أو أسرة، ولكن هذا لا يجعلك في غرورٍ وتكبر، فبتواضعك ترفع نفسك سموا.
