2024
Adsense
مقالات صحفية

اعرف عدوّك

عبدالله بن حمد الغافري

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه والتابعين.

من سُنن الله تعالى في الكون التدافع بين الخير والشرّ، والسِّجال المستمر بين الحق والباطل؛ وذلك لحكمة بالغة أرادها مُنشئ الوجود سبحانه وتعالى، وذلك ليميز الخبيث من الطيّب، وليتميز الحق عن الباطل، أيضاً حتى تثور حميّة مَن فتَرت حميته ومن خارت عزيمته معاذ الله، ليعود للحق بروحٍ توّاقة وهِمّة وثّابة للمسارعة لفعل الخير.

ومنذ نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل ومنذ نزول آدم عليه السلام إلى الأرض، والصراع بين الحق والباطل على أشدّه، ولسنا هنا بصدد سرد قصة هابيل وقابيل، ولا بسرد قصة قبائل الأحزاب، ولا بذكر الوقائع كلها، ولكن هي سنّة الله في خلقه، قال سبحانه: {ٱلَّذِینَ أُخۡرِجُوا۟ مِن دِیَـٰرِهِم بِغَیۡرِ حَقٍّ إِلَّاۤ أَن یَقُولُوا۟ رَبُّنَا ٱللَّهُۗ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضࣲ لَّهُدِّمَتۡ صَوَ ٰ⁠مِعُ وَبِیَعࣱ وَصَلَوَ ٰ⁠تࣱ وَمَسَـٰجِدُ یُذۡكَرُ فِیهَا ٱسۡمُ ٱللَّهِ كَثِیرࣰاۗ وَلَیَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن یَنصُرُهُۥۤۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِیٌّ عَزِیزٌ }، [سُورَةُ الحَجِّ: ٤٠].

واليوم، وبعد العدوان على غزة، أضحى جلياً وواضحاً أمام أمتنا العربية والإسلامية الكريمة من هو العدوّ الحقيقيّ؟ ومن يقف وراء هذا العدوّ؟ ويسانده؟ ومن يواليه؟ ويعاضده؟ في عربدة قذرة؛ فصديق عدوّك عدوّك، فكيف إذا اقترنت الصداقة بمشاركته في سفك دماء الأبرياء؟

كل تلك الأحداث تنبّئ بوضوح من هو العدو؛ فلذلك وجب الحذر منه ولزم الابتعاد عنه، وكل من والاه أو تابعه أو ناصره، فهو في قائمة الأعداء الواجب مقاطعته ونبذه والتخلّي عنه.

إن بعد هذا الإجرام الأهوج، وهذا القتل الممنهج، وهذا الصلف الأرعن، يتبين مَن العدوّ، فلا صُلح مع عدوّ، ولا اتفاقيات ولا علاقات، ناهيك عن ما يسمى بالتطبيع.

وكيف تكون مودّةٌ مع عدوّ متعطش لسفك دماء الأبرياء وقتل الصغار والكبار والنساء والشيوخ والرجال العزّل الذين لا قدرة لديهم، بل ويعتبر ذلك من شريعته ومن عقيدته!

“هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون”

اللهم انصر إخواننا المجاهدين في غزة وفلسطين، اللهم ثبّت أقدامهم وسدِّد رميهم واخذل عدوّهم.
اللهم آمين.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights