لا يفيد الندم
وداد بنت عبدالله الجابرية
في عصر سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كثر الغش في التجارة، ومن ذلك تجارة بيع اللبن، فقد عمل التجار على إضافة الماء إلى اللبن لتزداد أموالهم؛ فحينما عَلم الفاروق بذلك حذّرهم ونهاهم عن هذا الفعل، وأخبرهم بأن من يفعل ذلك يعاقَب في الدنيا قبل الآخرة.
فما بال من يلعب دور الوسيط لتعيين السفيه؟
فالسفيه: هو من لا يتقن عمله ولا يخلص فيه، وهو من يطمع بالدنيا وينسى الآخرة.
فقد قيل: “اجمع زادك قبل رحيلك، فإن كان زادك في الدنيا أعلى من الآخرة فقد خسرت، وإن كان زادك في الآخرة أعلى من الدنيا فإنك ربحت”. فتذكر قول العزيز الرحيم: {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي}-[ سورة الفجر:24 ].
أنت تعلم وأنا أعلم وكلنا نعلم بأن الدنيا هي ممرّ، وأن الآخرة هي المقر، فاصنع ما شئت فإنك راحل.
دعْ عنك عناء الدنيا قليلاً، ولو تأملتَ في ذِكر الله لوجدتَ بأن في ذِكره نعيم الآخرة قبل الدنيا.