سليمان بن سعيد بن زهران العبري
لقد أصبحت المدارس الحكومية في كل ولايات السلطنة بحاجة ماسة للصيانة السنوية قبيل بدء العام الدراسي، كصيانة أو تغيير مكيفات الفصول الدراسية، وصيانة دورات المياه، والصبغ الداخلي والخارجي للمدرسة بشكل عام، واستبدال الكثير من الكراسي والطاولات الدراسية، بالإضافة لتجميل الواجهة المدرسية بالزراعة واللوحات الجميلة، وعمل المظلات والجلسات وأعمال أخرى، وكل هذا يتطلب ميزانية كبيرة سنوياً، وتسبب لمديرية المشاريع إرباكاً إدارياً ومالياً بسبب أن معظم إن لم يكن جميع المدارس بحاجة لما ذكر من أعمال.
فمن هذا المنطلق، لدينا مقترح نأمل أن ينال الاهتمام والتنفيذ إن لم يكن هناك موانع مقنعة لا نعلمها؛ وهي أن مواقع بعض المدارس على الطرق العامة كموقع استراتيجي ممتاز، والمقترح لأجل تخفيف العبء على ميزانية وزارة التربية والتعليم ولأجل الإسهام في تحقيق مصادر دخل للوزارة، ولتحقيق التطوير اللائق للمدارس بأرقى مستوى، وبأن تخصص الزوايا البعيدة عن بوابات المدرسة والمواجهة للطرق العامة لإنشاء عددا من المحلات التجارية ليكون عائداتها من الإيجار الشهري لصالح المدرسة للأعمال المذكورة أعلاه، ومن الممكن كتجربة تطبيق ذلك مبدئيا في مدارس محافظة مسقط وبعد ذلك تعمم الفكرة في جميع المحافظات.
بالتأكيد ستكون العائدات مناسبة تكفي، وربما تزيد على احتياجات المدرسة حسب عدد المحلات وسعتها وموقعها؛ فمثلًا عشرة محلات بمتوسط دخل شهري ماتبن ريال لكل محل، يكون الإجمالي شهريا ألفين ريال فالإجمالي إثنان وعشرون ألف ريال سنويا، فإذا تم مثل ذلك في المدارس الأخرى بالتالي ستصبح المدارس تمول ذاتها بذاتها أسوة بالمحلات التجارية القائمة حاليا في الكثير من المساجد والجوامع في سلطنة عُمان تمول نفسها بنفسها، والمساحات المخصصة للمدارس أضعاف المساحات المخصصة للمساجد، واستقطاع مساحة من ساحة المدرسة للمحلات التجارية تعتبر قليلة مقابل العائدات المتوقعة سنويا.
أضف إلى ذلك، بالإمكان تخصيص الأنشطة للشركات والمؤسسات المستأجرة لتكون في خدمة المدارس في خدمة الطلاب والمعلمين؛ مثل المطاعم والمقاهي والمكتبات، وكل ما يتعلق بخدمة المدارس، وبالإمكان فتح نافذة من الساحة الداخلية، وأما واجهة المحلات وأبوابها من الخارج طبعا على الطرق الرئيسة.
إن تنويع مصادر الدخل مطلب على جميع المستويات الحكومية أو الشخصية، وراحة أبناؤنا وطلابنا يهم الجميع) وبهذا تتحقق الإيرادات، وبالتالي يتحقق التطوير على أرقى مستوى، ونأمل أن ينال المقترح الاهتمام والتوجيهات بالتنفيذ، وكلنا في خدمة الوطن العزيز للارتقاء به وتنميته وتطويره.
