مؤتمر ابتكار المطارات يختتم فعالياته في مسقط
الذكاء الاصطناعي سيدفع المطارات للتحول للمستقبل بشكل أسرع
مسقط “مطارات عُمان” – النبأ
ورقات العمل تدعو لإحداث نقلة نوعية في المطارات لتحسين تجربة السفر عبر استخدام التقنيات
التحول الرقمي يخلق بيئة ديناميكية وجذابة للمسافرين في المطارات
مناقشة أهمية استخدام الطاقة المتجددة والحد من النفايات لتحقيق الاستدامة
اختتم المشاركون في مؤتمر ومعرض أبتكار المطارات، اليوم الاربعاء، جلسات العمل في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض باستضافة من سلطنة عُمان ممثلة في “مطارات عُمان” وبالتعاون مع مجلس المطارات العالمي، خلال الفترة من 20 إلى 22 نوفمبر 2023.
وناقش المشاركون على مدى يومين، العديد من أوراق العمل خلال جلسات نقاش حيوية عن مستقبل الابتكار في قطاع المطارات من خلال التركيز على أحدث الاتجاهات والتطورات والابتكارات التكنولوجية في قطاع المطارات، وقدموا عروضا مرئية، بحث خلالها الرؤساء التنفيذيون والخبراء يمثلون مطارات العالم، جاهزية القطاع للابتكار، وعوالم الذكاء الاصطناعي وأحدث التقنيات والابتكارات المصممة لتحسين تجربة السفر والممارسات العملية في قطاع المطارات. فيما استعرضت 14 مؤسسة عالمية أحدث منتجاتها المخصصة للمطارات في المعرض الذي أقيم على هامش للمؤتمر ويشارك فيه – إلى جوار الشركات العالمية – عدد من الشركات التقنية الناشئة المحلية، لاستعراض ابتكاراتها في مجال الطيران والمطارات.
وتطرقت جلسات اليوم الثاني حول استراتيجية العلامة التجارية والابتكار،كخطوات جديدة لابتكار العلامة التجارية التي تركز على العملاء، في ظل التطور الذي تشهده المطارات في العالم خاصة وانها لم تعد مجرد مراكز عبور إلى وجهات آسرة لكل من المسافرين وغير المسافرين على حد سواء. فقد اصبح مشغلو المطارات يستثمرون الموارد الكبيرة في استراتيجيات التسويق والعلامات التجارية الشاملة لتأسيس أنفسهم كعلامات تجارية ذات سمعة طيبة.
وقامت المطارات باستبدال نهج التسويق التقليدي باستراتيجيات مبتكرة. وسرد المشاركون جهود مطاراتهم في التحول الرقمي لخلق بيئة ديناميكية وجذابة للمسافرين في بيئة المطارات. وأصبحت الآن برامج الولاء، كمفهوم حديث في المطارات والتي لم يكن يركز عليها سابقا في المطارات، ولكن اليوم اصبح تشكل جزءا من الاستراتيجيات التي تهدف إلى بناء تصور إيجابي بين الركاب.
كما تطرق المشاركون الى خلق بيئة ديناميكية مريحة من خلال عرض الفن والثقافة كطريقة أخرى لخلق شعور بالمكان. وباتت المطارات تسخر قوة التسويق المؤثر للتعامل مع المسافرين من خلال مبادرات التسويق والعلامات التجارية المبتكرة، حيث تسعى المطارات جاهدة لخلق انطباعات دائمة ودفع تدفقات الإيرادات في نهاية المطاف.
كما ناقشت ورقة عمل أخرى، العملية الكاملة للرقمنة والتميز التشغيلي وتعزيز تجربة الركاب داخل بيئة المطار وزيادة التركيز على تحقيق الدخل وتسهيل تحسين التكاليف وكذلك تقليل البصمة الكربونية. ويلعب الاتصال دورا متزايدا باستمرار، حتى أصبح أحد أصول الإنتاج الاستراتيجية الأساسية للمطار، ويقارن بذات أهمية المدرج.
كما ناقشت إحدى جلسات المؤتمر، دور المطارات في انشاء مختبرات ومراكز الابتكار في محيط المطار بهدف تحقيق النجاح من خلال المنفعة المزدوجة للمطارات لتنفيذ أحدث التقنيات، من خلال دعم الشركات الناشئة الصغيرة والمطورين الأفراد لاستخدام المطار كأرض اختبار واقعية من المفهوم إلى التسويق في وقت لاحق. في هذه الجلسات، وعرض المشاركون أفضل مشروع نجاح يتم رعايته من هذه المراكز.
فمن خلال الابتكار يمكن للمطارات ضمان بقائها في طليعة هذه الثورة التكنولوجية التي ستعمق الفوائد المحتملة في صناعة الطيران في المستقبل.
كما تطرقت جلسات العمل حول البيانات في قطاع المطارات لتحسين الأداء التشغيلي، وزيادة تطوير تجربة العملاء، وزيادة تدفقات الإيرادات الجديدة.
كما تطرقت حلقة نقاشية حول إدارة المخاطر لتحقيق الاستدامة والمرونة في أعمال المطار، بما في ذلك الطاقة المتجددة والحفاظ على المياه والحد من النفايات، الأمر الذي يخفف من المخاطر بشكل فعال ويعزز من مرونة المطارات. كما تطرقت جلسة النقاش حول رؤى قيمة حول التنقل في المخاطر الرئيسية التي تواجهها المطارات، مثل الكوارث الطبيعية والإرهاب والتهديدات السيبرانية، واكتشاف دور إدارة المخاطر والتأمين في التخفيف من هذه المخاطر، لخلق بيئات مطار مستدامة ومرنة.
وفي ظل ما تمر به البنية الاساسية للمطارات من مرحلة انتقالية خضراء من شأنها المساهمة في إزالة الكربون من صناعة الطيران. تطرق المؤتمر الى مجموعة أدوات لمساعدة المطارات على تحديد أكثر الطرق كفاءة وفعالية لتمويل هذا التحول.
وعن دور الذكاء الاصطناعي التوليدي كفرص جديدة لإدارة المطارات لتعزيز تدفقات الإيرادات غير الجوية. تطرق المؤتمرون الى اهمية الاستفادة من قدرات اللغة الطبيعية المتقدمة، حيث أكدوا انه يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي التوليدي في إنشاء مفاهيم مستهدفة للبيع بالتجزئة وتناول الطعام والترفيه بما يتماشى مع التركيبة السكانية للركاب وتفضيلاتهم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي التوليدي في إعادة تصميم منصات الإعلان الرقمي الديناميكية، مما يسمح للمطارات بتخصيص العروض الترويجية والشراكات في الوقت الفعلي استنادا إلى تدفق الركاب واتجاهات السفر الموسمية ومصادر البيانات الأخرى.
ومع الإمكانات الإبداعية للذكاء الاصطناعي، يمكن لمديري المطارات تطوير وسائل الراحة والخدمات والعروض الترويجية المبتكرة المدرة للدخل والتي تكمل أعمال الطيران الأساسية. في حين أن ضمان العمليات الأساسية الفعالة والآمنة لا يزال له الأولوية، فإن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمنح إدارة المطار أداة ناشئة لتعزيز مصادر الإيرادات غير المتعلقة بالتذاكر بشكل خلاق.
وتطرق المؤتمر الى تأثير البصمة الكربونية لرحلات الأمتعة، مشيرين الى انه حان الوقت للتركيز على الحد من التأثير البيئي لرحلة الأمتعة لإزالة الكربون من صناعة الطيران بشكل كلي.
كما تطرقت جلسات العمل الى دور التكنولوجيا كواحدة من الوسائل الأساسية لتحقيق نظام نقل أكثر خلوا من العوائق، من خلال تنفيذ حلول مبتكرة لتسهيل رحلة الركاب ذوي الإعاقة وذوي الحركة المحدودة حتى تسهم المطارات في إحداث تجربة سفر سلسة من خلال مسارات جديدة للوصول.
وأكدت احدى ورقات العمل على انه رغم التقدم التكنولوجي وتنفيذ المعدات الآلية في تخفيف الضغط على القوى العاملة الحالية في المطارات من خلال تعزيز الكفاءة والإنتاجية، إلا أنه لا يمكن لأي آلات أن تحل محل هذه القوى العاملة في المطارات.
ودعت الجلسة، خبراء الموارد البشرية من جميع أنحاء العالم إلى مشاركة مبادراتهم لضمان استعداد القوى العاملة في مجال الطيران للمستقبل. خاصة واننا شهدنا بعد ثلاث سنوات من الوباء مغادرة العديد من المهنيين في مجال الطيران من ذوي المهارات وظائفهم في القطاع للحصول على فرص وظيفية أفضل وأكثر وضوحا في قطاعات أخرى.
وناقش قادة المطارات خلال يومي المؤتمر كيفية تضمين ثقافة الابتكار داخل النظام البيئي للمطار والتحديات التي يواجهونها. من خلال تشجيع الابتكار واعتماده واحتضانه في جميع أنحاء المطار، والتوازن بين اعتماد الأفكار المبتكرة وتكييفها، حتى يزدهر المطار في جودة عملياته وخدماته.
وفي ظل اتجاهات الصناعة والتقنيات الجديدة التي تشهد حالة تغير مستمر، ناقش المجتمعون كيفية بناء مطار ذكي أخضر سهل التوسع وبسيط في الهندسة المعمارية، اعتمادا على أقصى درجات الخبرة وعبر استخدام الجيل التالي من جميع الحلول الشبكية البصرية وحلول محيط أجهزة الاستشعار البصرية استنادا إلى سيناريوهات الخدمة.
وعرض احد المشاركين ورقة عمل حول مطارات المستقبل، وكيف سيكون تصميم مطارات الغد، مع التركيز على تصميمات المطارات المستقبلية، والهندسة المعمارية المستدامة، والمكوكات ذاتية القيادة، والبنية الأساسية الذكية للاتصال السلس.
فيما تطرقت جلسات المؤتمر الى دور مشغلي المطارات في زيادة الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والبيانات الكبيرة في المستقبل لتبسيط العمليات وتقديم تجربة السفر من المستوى التالي.
خاصة ان الذكاء الاصطناعي أخذ يشهد تزايدا في تطبيقه في العديد من الجوانب من قبل المطارات لتحسين الكفاءة التشغيلية وتعزيز تجربة الركاب بشكل عام، سواء خدمة روبوتات الدردشة، وتتبع الأمتعة في الوقت الفعلي، والتعرف على الوجه لتسجيل الوصول والصعود إلى الطائرة، وتحليل البيانات التنبؤية لتحسين العملية والمزيد. ويتوقع الكثيرون أن الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة ستكون بالتأكيد الدوافع الرئيسية في دفع المطارات للتحول للمستقبل.