إلى أصحاب الهمم العالية في عُمان
سليمان بن سعيد بن زهران العبري
لقد تابعنا خلال الأيام الماضية، الحملة العربية الإسلامية الكبيرة لمقاطعة السلع المستوردة من الدول الداعمة للكيان الصهيوني، واستعرضنا البدائل لها، واتّضح أن أغلبها مستوردة- إن لم يكن من الكيان الصهيوني فهي من حلفائها- وبعضها إعادة تغليف وخداع بشتى الطرق.
دعوتنا كمستهلكين، كشعب عماني ومقيمين، أن يتوجه الجميع كلٌّ بما يستطيع وحسب قدراته المادية أن يساهم في تنمية وتنويع السلع من الإنتاج المحلّي العماني.
دعوة لإنشاء المصانع الخفيفة للمواد الاستهلاكية حتى تغطّي الاستهلاك المحليّ على الأقل لأجل منافسة السلع المستوردة.
دعوة للإكثار من المزارع المنتجة للثروة الحيوانية، وتوفرها بكثرة في الأسواق المحلية من منتحات اللحوم والدواجن والأجبان ومشتقاتها. وكذلك زراعة الخضروات والفواكه، مع وجود مصنع في كل مزرعة للتعليب والتغليف والحفظ وتوفره في كل أسواق السلطنة، ولتصدير ما أمكن.
دعوة لاستغلال المياه المتوفرة في بعض الولايات طوال العام، مثل العيون والسدود مثل المياه غير المستغَلة بسدّ وادي ضيقة، التي تُهدر وتصب في البحر، وإلى جوار السد مساحات شاسعة من الأراضي الخصبة.
دعوة قدر المستطاع كلّ فيما يخصّه ويعرفه ويمكنه للمساهمة في الإنتاج ولو بالقليل، فالكثير من العمانيين منذ القِدم لهم مِهن وحِرف معروفة متوارثة، وصناعات مختلفة اندثرث وما بقي منها يعمل بها الوافدون للأسف.
آن الأوان، بل تأخرنا لنعمل ونعتمد على أنفسنا، ولا يمنع الاستيراد ولكن المطلوب أن (تزدحم) أرفف محلاتنا ومراكزنا التجارية وأسواقنا بالمنتجات المحلية، لتكون هي الخيار الأفضل والأجود والأرخص والمنافس الأقوى محلياً، بل وفي الأسواق الأجنبية.
الأهم والمهمّ جداً تطبيق المَثل العماني (ما يرفع العزاف إلا لما يشبعوا العيال) أي أن المنتجات العمانية للسوق العماني أولاً، ليس كما يفعل البعض الأسواق الاجنبية أولاً، ويحرم العمانيين منها بتصديرها للخارج طمعاً بالمال، ولمصالح شخصية، على سبيل المثال الأسماك العمانية.
دعوة خاصة لإخواننا أهالي محافظة ظفار، فالله حَبَا تلك المحافظة بثروة حيوانية عظيمة والحمد لله على ذلك، ونأمل أن تكثر هناك مصانع تتعلق باستغلال الثروة الحيوانية، كمصانع للألبان والأجبان واللحوم الطازجة من جِمال وأبقار وأغنام، حتى يكون البديل الأفضل هو المنتَج العماني الظفاري، إلى جانب الإكثار من المزارع المنتحة للحبوب والخضروات والفواكه نظراً لتوفر المياه والأرض الخصبة والأجواء المناسبة في تلك السهول الجميلة.
إن الاكتفاء الذاتي مطلبٌ وأمن وأمان، ولا يُفترض أن يُعتمد على الاستيراد في أبسط المواد الاستهلاكية، ولا يُضمن الاستيراد من الخارج وقت الشدة والأزمات لأي سبب كان.
ونحن أهل سلطنة عمان، كنا عبر الزمن نعتمد على أنفسنا وقت الرخاء، فما بالك وقت الشدة؟ بل كنا نصدّر للخارج، وعندنا تبادل تجاري قبل مائة عام وأكثر، وما بالك في زماننا هذا قد انتشر الغش في السلع والأضرار والأمراض والأوبئة والله المستعان.
نؤكد ونخصّ بدعوتنا لرجال المال والأعمال ورائدات الأعمال في سلطنة عمان أن يساهموا في تنمية الوطن وبنائه بإنشاء المصانع في كل ربوع الوطن، لنصبح منتجين مصدّرين، لا مستوردين مستهلكين، ونصبح من الدول القوية اقتصادياً، ولن يتحقق ذلك إلا بهمّة أبناء الوطن، فإذا عزمتَ فتوكل على الله، والله يرزق من يشاء بغير حساب، والله يبارك في الأرزاق، والحمد لله رب العالمين.