يومٌ يتجدّد
أحمد بن خلفان الزعابي
zaabi2006@hotmail.com
إن الثامن عشر من نوفمبر المجيد هو يومٌ يتجدد كل عام، يحمل بين ثناياهُ أغلى المناسبات على وطننا الغالي وأبناء شعبهِ الأبيّ، إذ تحتفل بلادنا من أقصاها إلى أقصاها بمناسبة العيد الوطنيّ الثالث والخمسون المجيد.
53 عاماً من نهضة سلطنة عُمان الحديثة، تـُشكّل مسار فخرٍ واعتزاز لدى كافة أبناء عُمان قاطبة، لكل ما تحقق من إنجازات على كافة الأصعدة، يشهدُ لها القاصي والداني من أقصى شمال البلاد في مسندم حتى أقصى جنوبها في محافظة ظفار.
يُشكّل تاريخ الثامن عشر من نوفمبر يوماً استثنائياً لدى العُمانيين، فهو ليس تاريخاً مجرداً أو يوماً كأيّ يوم من أيام السنة، بل ارتبط بنهضة وطنٍ انطلقت في العام 1970م تحت قيادة المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد طيّب الله ثراهُ، والذي عمل جاهداً خلال فترة قصيرة زمنياً على إعادةِ مجد بلادنا الحافل بالإنجازات إلى سالف عهده، حيث قاد تنمية شاملة في كافة ربوع البلاد خلال وقتٍ قياسيّ، ونفض غبار الزمن عن أرض البلاد ونهض بالوطن والمواطن نحو أعلى مراتب المجد والعزّة، كما غرس لدى العُمانيين قِيَماً ومعانٍ وأخلاق حميدة، كحبّ الوطن والتضحية لأجله والولاء لقيادته والالتفاف حولها، والألفة والتسامح ونبذ العنف والكراهية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والشعوب، والحفاظ على سلامة وأمن وطننا والذود عن حياضه، وهذا ما سار عليه وأكّد الالتزام به مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم يحفظه الله ويرعاه.
تأتي هذه المناسبة الأغلى على قلوب كافة أبناء البلاد هذا العام متزامنةً مع الحرب البربرية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة بفلسطين المحتلة، إذ يتّبع جيش الاحتلال سياسة الأرض المحروقة دون مراعاة لأيٍّ من القيَم والأعراف الإنسانية، ولكَون القضية الفلسطينية هي قضية الأمة الأبرز، فإن قيادة بلادنا سلطنة عُمان وخلفها أبناء الشعب داعمون لقضية الأمّة الأولى، ومراعاةً لما يمرُّ به أبناء قطاع غزة المحاصَر من ظروف إنسانية استثنائية صعبة، فقد اقتصرت مظاهر احتفالات البلاد لهذا العام على العرض العسكريّ الذي سيكون تحت الرعاية السامية لمقام جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة يحفظه الله، إضافةً لرفع أعلام البلاد فقط، ولكننا نحن كمواطنين سنحتفل بهذه المناسبة الغالية من خلال تجديد العهد والولاء والإخلاص بالقول والعمل للوطن ولقائده المفدّى سلطان البلاد يحفظه الله.
كل عام وسلطاننا وشعبنا وبلادنا بألف خير وسؤدد.
كل عام وسلطنة عُمان وشعبها في تقدّمٍ وازدهار. وتحية فخر واعتزاز لأبناء عُمان المخلصين في كافة ميادين العمل، وجنودها البواسل المرابطين على حدود الوطن.
ويظل الثامن عشر من نوفمبر يومٌ يتجدّد، يشهد على إنجازاتٍ فارقة حققها أبناء عُمان، وكل عام وأنتم بخير.