سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
مقالات صحفية

المعارضون لأبطال غزة الشرفاء

     سليمان بن حمد العامري

“كلّ إناءٍ بما فيه ينضح، وكل ذات بما فيه تفيض”
وذلك نتيجةً لتبنّي أفكار بعض القضايا في الاستنتاج والاستنباط تختلف بها وجهات النظر، ولكن مما أراه، فإن قضية فلسطين والمقاومة يجب على كل عاقل منصف أن يوحّد كلمته مع الجماعة المظلومة، ومثل هذه القضايا ينكشف غطاء الطيّب من الخبيث.

استناداً إلى ما سبق، أوجّه سؤالي لمن ينكرون أفعال المقاومة الباسلة.
أين أنت قبل طوفان الأقصى من أفعال الوحوش المحتلين الذي خرجوا من الفطرة الإنسانية؟
ولذلك ينبغي أن يتعمق المعارضون لأفعال المدافعين الشرفاء، ويسألوا نفسهم:

من أين خرج أبطال المقاومة؟ أليسوا هم أبناء غزة وفلسطين الذين عاشوا نكبات الأوجاع؟
أيها المنكر أفعال المقاومة، هل تريد منهم أن يعيشوا على الذل والخذلان حتى يأتيهم المهدي على حسب المعتقد؟ أليس كل مؤمن عاقل هو المهدي؟

بأي اعتقاد أتيت به بأن على المقاومة أن لا تقاوم؟ وأن عليهم أن ينتظروا حتى تقوى كفاءتهم؟ أين أنت من خمسة سبعين سنة، محاصرين وممنوعين ومحرومين ومعذبين؟ وفي كل يوم شهداء نحسبهم عند الله، ولم يجدوا نصيراً من العالم، لكي تصرح أو تنشر أفكارك التي ليس بها منطق، لكي تقنع عوامّ الناس على أسس اتهام المقاومة بأنها منظمة إرهابية، وأنها هي التي أتت بالبلاء على أهل غزة.

ومن البديهي أن لا نكون عليهم شوكة، يكفيهم ما عانوه من غدر وخيانة وخذلان.
وناهيك عن ذلك أنهم أعدوا أقل العتاد لمواجهة العدو الغاشم.
قال الله تعالى (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) الأنفال: آية 60.
وجدير بالذكر قصة طالوت وجالوت، في سورة البقرة من الآية 249/251، وهناك سوف تدرك بأن النصر ليس بالقوة والعتاد إذا كنت مدركاً ومؤمناً أن النصر من عند الله تعالى.

وتماشياً مع ما ذُكر، عندما قال أبو عبيدة جملته المشهورة:
“وإنه لجهاد نصر أو استشهاد“، لم يقلها عبثاً لكي يطمئن بها أبناء وطنه، وإنما استشهد بها من القرآن العظيم.
فأطوي حديثي، ولكن لا أطوي صفحات كتابتي عن نصرة إخواننا المستضعفين في غزة، وفي مشارق الأرض ومغاربها؛ فأوجّه نصحي إلى المذبذب المعارض:
يجب عليك أن تكون منصفاً عاقلاً، فاحذر لسانك، كما قال الإمام الشافعي:
احذر لسانك أيها الإنسانُ
لا يلدغنك إنه ثعبانُ
كم في المقابر من قتيل لسانه
كانت تهاب لقاءه الشجعانُ

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights