المرأة هي فاكهة الحياة، ومنبع السعادة
درويش بن سالم الكيومي
كثيراً ما نسمع من الأمثلة والحِكم المتنوعة في المجتمع الخليجي والعربي والإسلامي وغيره من المجتمعات الأخرى، أن للمَثل والحكمة أهدافاً جاءت نتيجة مواقف وعِبر وظروف قبل أن تُتداول في المجتمع، وقد وصلت إلينا تلك الحكم من خيرة العلماء والأدباء والحكماء والشعراء، ومن ثمّ تغنّى بها الملحنون والموسيقيون، لكونها تتميز بالكثير من المعاني الصريحة والمنصفة والعادلة في أمور الحياة متعددة الأطراف، وبالذات في حياة الإنسان.
وهذه المرة شدّني للكتابة والمشاركة في هذا الموضوع عن المرأة، والذي قرأته في عدة أسطر وكلمات لها ذوقها ونغمها وأهدافها الخاصة، ولكن للأسف الشديد، يفتقد المجتمع في زمننا هذا صدى تلك الكلمات في الحياة الاجتماعية؛ لكون أن بعضهن اليوم لا تسمح لها كرامتها بأن تؤديها بالشكل المطلوب، رغم أنها من النصائح المهمة جداً، وليس بها عيب يؤثر على شخصية المرأة؛ بل يجعل منها القدوة الحسنة التي يُقتدى بها في المجتمع أمام غيرها من النساء اللاتي يتجاهلن أمور الحياة.
أتمنى أن تصل هذه الكلمات إلى كل بيت وكل امرأة لم تسمع عنها من قبل، بما تتميز به من كلمات نبيلة وفاضلة، بل وأفضل طريقة مأثورة عن المرأة المتميزة بالأسرة، وليست كل امرأة تستطيع أن تسير بها في الحياة الاجتماعية، وتتحمل بها مهمةً شاقّة في مشوار حياتها، فالمرأة القوية هي من رست عليها هذه الكلمات الرفيعة، وفي الحقيقة هي تستحق هذه المكانة العالية في المجتمع بشكل عام.
فقد سُئل حكيم، من هي المرأة التي تسرّ الحياة الاجتماعية؟ فرد قائلاً:
“المرأة هي التي تصون كرامة رب الأسرة، وتحفظ عرضه، وتقدس شرفه، وترعى ماله، وتحترم أهله، وتجلّه في حضوره، وتعظّمه في غيابه، وتحبّ ما يحب وإن كان غير محبوب لديها، وتكره ما يكره وإن كان غير مكروهٍ عندها، تهتم بكل ما يهتم به، وأن تصرف وجهها عن كل ما يصرف وجهه عنه، وأن تغضب لكل ما يغضبه وترضى لكل ما يرضيه، إن جاء بقليل استكثرته، وإن جاء بكثير شكرته، تستيقظ قبل أن يستيقظ، وتنام بعد أن ينام، وتتحلّم إذا جهل، وتلين إذا قسى عليها، وتسكت إذا ثار، ولا تتمارض بين يديه، ترضى بكل ما أمرها، ولا تلزمه رأيها، ولا تعامله معاملة الخادم الأجير، ولا تنتقده في عمل، ولا تعيب عليه في نظام، ترفع قدره عند أهلها، وتعظم منزلته بين جيرانها، تطلعه على كل حَسَن، وتخبّئ عنه كل قبيح، إن شكا إليها واسته، وأن شكا منها أنصفته، تعزيه إن كان حزيناً، وتخفف عنه إن كان مهموماً، تسهر بجانبه إذا كان مريضاً، وتساعده إذا كان محتاجاً، وتهوّن عليه إذا كان في حرج أو ضيق، تستقبله إذا دخل البيت وتودّعه إذا خرج منه، تنتقي الألفاظ الطيبة، وتجمّل نفسها ما أوسعها من الجمال، وتظهر من الأفعال أحسنها، وتظهر من الأنوثة ألطفها، وتحاول أن تملأ قلبه وعينه، تقابل سيئته بالحسنة، لا تصلي التطوع إلا بإذنه، ولا تصوم صوم التطوع إلا بإذنه ، ولا تخرج من البيت إلا بإذنه ولا… !!”. فصرخ السائل كفى، كفى يا أخي.
فبعد هذه الكلمات المأثورة من الحكيم للمرأة، فسؤالي: هل تستطيع اليوم حواء أن تقدم بعضاً من هذه التضحيات في الحياة؟
فأنا أقدم عذري لكل أمٍّ وأختٍ وزوجة وبنت في المجتمع، ولكنني بهذا المقال أحاول أن أعزز الثقة الدائمة التي نتمسك بها من عادات وتقاليد، والابتعاد عن كل الظواهر السلبية التي تؤثر على الحياة الاجتماعية حتى تبقى الأسرة والمجتمع والوطن هو الهدف الأساسي الذي نسعى من أجله.