غزة، تنتصر
بدرية بنت حمد السيابية
تدمع الأعين عند مشاهدة أطفال غزة ونسائها ورجالها من شبابها وكبارهم يموتون بقصف الصهيوني وهم نيام، فلا حول ولا قوة لهم إلا بالله العلي العظيم!يا لها من مناظر يشهق القلب حزناً ووجعاً من صرخات تحت المنازل، قصفت على أجسادهم الطاهرة، بكينا على حالهم وحالنا، أطفالًا قد تمزقت أجسادهم أشلاء لتصعد أرواحهم عند الله، فعندما أشاهد الأخبار عن القصف الصهيوني وتلك المناظر التي تفطر القلب، وينتابني بكاء مريرًا على حالهم.
القضية الفلسطينية، هي في قلب كل عربي وكل مسلم حول العالم، والدفاع عن القضية شرف، وستظل فلسطين حرة أبية، ولم تهزم قط، وستنتصر على العدو الصهيوني، عاجلًا أم آجلاً بحول الله وعزته.
لقد فقد الشعب الفلسطيني الكثير من الشهداء في الأسابيع الماضية؛ فأي قلب يتحمل مشاهدة كل ذلك؟! وأصبحت القضية قضية إنسانية، فالعالم أجمع أصبح يتحدث وينتقد ما يفعله هؤلاء اليهود الصهاينة للأبرياء أطفالًا ونساء ورجالًا، يموتون موتة شنيعة ولم يكفهم هدم المنازل والعمران، حتى المستشفيات تم قصفها دون سابق إنذار!
خرجت حشود كثيرة من الناس من بعض الدول العربية والأجنبية، علموا بأن الأمر زاد عن حده، يهتفون بأصوات عالية؛ “القدس حرة فلسطين عربية حرة”، تمنيت أن يكون الكلام قد يترجم على أرض الواقع ويعيشون أهالي فلسطين بسلام وطمأنينة بعيدًا عن الحروب والدمار.
أحلام أطفال قد قتلت قبل أن تولد، وطموح الشباب قد اندثرت هباء وأصبحت رمادًا، فأيعقل أن يعيش شعبًا محطمًا للأبد؟! قلوبنا معهم، وأصواتنا تعلو وتقول؛ “الله أكبر، اللهم نصرًا قريبًا”.
العالم يعلم حقيقة الكيان الصهيوني الغاشم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والإعلام له دور مهم لينقل لنا الصور والمشاهد الموجوعة، أطفالًا يحملونهم أشلاء، وبعضهم ارى وجود لعبة في جيب بنطلونه، وذاك الجنين كأنه انتزع من رحم أمه ليخرج للعالم ويقول “أنا هنا، هل من ينصرني وينصر وطني وأهلي؟”. ماذا يقول العالم اليوم لألف طفل غزي واستشهد؟! وماذا ستقول منظمات المرأة اليوم عما يحدث مع أمهات وأرامل الشهداء؟!، فكم أنت عظيمة بأهلك يا “غزة”، وبصمود رجالك الذين لم تلههم خيوط المحتل ولا تهديداته، وأطفالك الذين يرضعون الكرامة، وبنسائك التي تودع شهيدًا وتنجب مقاوماً.
نعم، نقولها وبكل شجاعة؛ “فلسطين ستبقى حرة”. اللهم إنا نستودعك فلسطين وأهلها وأرضها وسماءها، ورجالها ونساءها وأطفالها، اللهم فاحفظها من كل شر وسوء، يا من لا تضيع عنده الودائع. اللهم احمي الأقصى يا أرحم الراحمين، اللهم مكِّنَّا في الأرض كما مَكَّنْت الذين من قبلنا. اللهم اجعل لأهل فلسطين النصرة والعزة والغلبة والقوة والهيبة في قلوب أعدائهم.