الظلم المغمور على غزة
سليمان بن حمد العامري
ليعلم من لا يعلم، أني سوف أسرد أوجاع كل منصف عاقل مسلم، هناك من الأطفال في هذا العالم من سُحبت منهم صفحة بيضاء، وحياة الصفاء، وروح البراءة.
ومن هذا المنطلق، فأن القضية الفلسطينية هي قضية ليست للمسلمين فقط، وإنما للفطرة الإنسانية السليمة التي أنزل الله عليها من رحمته. العجب كله من بعض التصريحات المشمئزة والمتطرفة التي نسمعها كل يوم في هذا العالم، ورغم ذلك، فالكل يعلم أن ما يحدث في فلسطين من دمار وإبادات عائلية جماعية، لا نرى من ينكر عليهم إنكاراً شديداً أو تهديداً صادقاً.
وفي الوقت نفسه، نشاهد بعض الدول التي تتبنّى مقولة كاذبة، (نحن ضد الظلم، ونكره الإرهاب، فسجيّتنا نحفظ حقوق الإنسان). وأين أنتم من أفعال أعداء البشرية (الصهيوني الغاصب)؟ ألا ينافي المقولة أعلاه، أم عُميت أبصاركم؟.
فهنا يصدق فيهم قول الله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ} (13) [البقرة: آية 11،13]
وبطبيعة الحال، فإن حكمة الله قد اقتضت بأن يُظهر للبشرية الوجه المقنع والمزيف الذي يغطي هذه الآفات من الفئات.
وخلاصة القول، لا يسعني إلا أن أنوّه بأن الظلم الواقع على أهل فلسطين هو ظلم يجب الاعتراف به، ولا يجب علينا أن نقف وقفة حياد؛ لأن القضية واضحة. فبيّن الله سبحانه تعالى من يدّعي الحياد، والحق ظاهر، وبوصفهم بالمنافقين. قال تعالى (مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (143) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا (144) إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145) إِلَّا الَّذِينَ) [النساء: آية 143،146]