ريهام الحضرمية
– [ ] تمثل الشراكة المجتمعية في اتخاذ القرارات المتعلقة بالإنسان ودولته أسمى وأرقى الشراكات التي تمنحها الحكومات لمواطنيها، وتعتبر الانتخابات والاقتراع لتفويض ممثلّ يرأس الجماعات وناقلٍ لصوت الناخبين استحقاقا دستوريا مهما، تأتي أهميته من شعور الناخب بمدى تأثير صوته في العملية الانتخابية، ويعد الاختيار الصحيح للمرشح أولى الخطوات نحو بيئة برلمانية صحية وفاعلة. إلا إن مجريات العملية الانتخابية والسلوكيات التي تسبق لحظة إعلان النتائج قادرة على أن تشوه المفاهيم لدى الناخبين مما يؤدي إلى ضياع هذا الاستحقاق.
– [ ] وليس ثمة شك في أن العملية الانتخابية قد يشوبها العديد من التجاوزات والمخالفات القانونية والأخلاقية، والتي تأتي في مقدمتها ” الرشوة الانتخابية” التي تتخذ اشكالا وصورا مختلفة؛ حيث يلجأ المرشح إلى تقديم الهدايا و العطايا المالية والموائد مقابل الحصول على صوت الناخب، بل قد تكون عينية كالحصول على وظيفة أو تسهيل الحصول على خدمة ما. وتعتبر الرشوة أكبر الخيبات والسقطات الانتخابية للمرشح؛ فبغض النظر عن كونه تصرفا غير قانوني فهو أيضا تصرف مرفوض ومحرم في المجتمعات المسلمة؛ إذ كيف للناخب أن يأمن حقوقه ويثق في مرشح يرشو الناخبين؟ !!! وهل يمكن لهذا الراشي في حال وصوله للبرلمان أن يقف في وجه الفساد، ويحاسب بنزاهة الفاسدين وهو سالك لنفس الطريق؟.
– [ ] “يكثر الكذب عادةً ، قبل الانتخابات وخلال الحرب وبعد الصيد” – أوتو فون بسمارك
– [ ] أحد أبرز الألاعيب الانتخابية التي من الممكن ان تؤثر على أصوات الناخبين هي الوعود الحالمة التي تنتهي بمجرد انتهاء لحظة التصويت، والتي تتعدى في الكثير من الأحيان صلاحيات المرشح و مسؤوليات المنصب المرشح له، وغالبا ما يستهدف كبار السن ومن يملكون ثقافة متواضعة، ولا يميزون حقيقة الوعود الحالمة والمنمقة، بهدف كسب تعاطفهم وأصواتهم.
– [ ] إسقاط سمعة الآخرين لن ترفعك. – أحمد الشقيري
– [ ] ومنها كذلك تشوية سمعة المنافسين، وإظهارهم بصورة سيئة، ونبش ماضيهم بهدف ايجاد أي خطأ لمحاربتهم، وقد يبذل المرشح طاقته الاكبر في اسقاط منافسة بدلا من التركيز على برنامجه الانتخابي.
– [ ] “رصيد الديمقراطية الحقيقي ليس في صناديق الانتخابات فحسب , بل في وعي الناس” – جان جاك روسو
– [ ] ومع اقتراب فترة انتخابات مجلس الشورى العماني، وجب علينا كمجتمع محاربة هؤلاء الفاسدين والإبلاغ عن أي تصرفات منافية لقوانين الانتخابات، فالمجالس البرلمانية جعلت لأجل المواطن والذي يجب أن يكون حريصا في أن يمثله بها من يرضيه كواجهة لنفسه وولايته، وعدم اضاعة هذا الاستحقاق بالتصرفات الرجعيه و التحفظات القبلية، فالوصول إلى انتخابات صحية مسؤولية الجميع.
