2024
Adsense
مقالات صحفية

رسالة لأولياء الأمور

    عمر بن صالح المجيني

الأفاضل أولياء الأمور :
ها هي العطلة الصيفية قد انتهت، لقد كانت عطلة أمضى فيها أبناؤكم أوقاتاً ممتعة بالزيارات والرحلات مع العائلة، والحصول على قسط وفير من الراحة، والعمل، وغيرها من الأمور التي تُحدِث تغييراً في مجرى حياته.
وها هم يعودون لمقاعد الدراسة من جديد، وكما تعلمون فإن المعلمو والمعلمات في المدرسة لا يستطيعون تأدية عملهم في تربية الطلاب والطالبات إلا بالتعاون منكم، وبوقفتكم الحازمة مع أبنائكم، فكم من المؤسف أن يتربّى طالب على شيء في المدرسة شهوراً، ثم يأتِي إلى البيت بعد ذلك ليهدم ما بُني في ساعة، إلا من رحم ربي.

لماذا تراجع كثير من الطلاب في دراستهم؟ ولماذا اضطربت علاقتهم بأهاليهم؟
اسمحوا لي أن أقول:
إن ضياع الأبناء والبنات بسببنا نحن، لأننا أهملناهم وتركنا لهم الأمور كما يحبون وحسب لذّاتهم، دون توجيهٍ أو وعظٍ أو أمْرٍ بمعروفٍ ولا نهيّ عن منكر.

إن من الأمور التي ينبغي التشديد عليها من أولياء الأمور في البيت، تنظيم الوقت (متى يخرجون ومتى يعودون) كما يجب مساءلتهم مع من يجلسون؟ ومع من يسهرون؟ (ألا كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته). البعض يهمل الطالب طوال العام، ثم يشتكي من عقوقه ومن سلوكه، ويطالبه في نهاية العام بالدرجات العالية في الاختبارات، وربما يلقي اللوم على المعلم في النهاية، ونسي وليّ الأمر أنه كان سبباً في تأخّر ابنه في دراسته بسبب تقصيره في متابعته. فعلينا أن نقف مع المعلمين، ونتعاون معهم حتى نضمن أن أولادنا يسيرون في الطريق الصحيح، والمنهج القويم الذي يتمناه كل أبٍ لبيب، مبتعدين عن السخرية من المعلمين في وسائل التواصل الاجتماعي، فالمعلم هو شعلة المجتمع، له احترامه وتقديره ومنزلته.
نسأل الله أن يوفقنا لما فيه صلاح أبنائنا وبناتنا، إنه نِعمَ المولى ونِعم النصير.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights