صيف وترحال
شريفة بنت راشد القطيطية
في آخر أيلول ..
ينتظرون الدفء .. كحصان خاسر
وينظفون المرايا ..
لتكتظ بروائح العشب
ويزهر بين دروبها الهذيان
ويأتون من أعلى المروج
بحثا عن خسائرهم وقت الذهاب
في محطة القطار ..
ينتظرون الانتظار
وبيدهم بعض دخان ..
ولديهم قداحة فارغة
وبعض فتور..
ينهرون المواقد ..
كي تنمو خزائن الصيف
على رفوف تشرين
كانوا كأي مسافر ..
لا يودون الاغتراب
كأنهم يظنون ..
أن الصيف قاتل مأجور
وأن إغلاق النوافذ يأتي بالمزاج
وابتعاث الشرفات يدخلهم
في نومة أهل الكهف
كي لا يشعروا بالحرارة
وأن شمس الصيف..
تاجر يأخذ أضعاف الربح
ليبقيهم حول الموائد
لا يستقرون على رأي
وهم يقربون القرابين للاكتئاب
كان الحصان مرموقا
كأي تميمة..
ويأخذ من الصيف الوهج
والغيم يعدو..
ولا يفضل البقاء
كان معهم هناك..
فوق المروج
وكان يقطف الصحو
ويغزل خيوط الأصيل
وكان جميلا.. بسعادته
يمشط التلال روحة وإياب
كان الصيف رجلا..
يعتنق العقائد..
وتنبت في كفه الضحكة
ويهطل مزايا عذبة
وخير مجاهد بحسام ذهبي
أتى من الشمس بحديث..
لن ينال رضاه إلا الصامدون
حين تراه منتصرا..
كفارس فوق الحصان
رافعا راية البسطاء
حاضرين.. لا يذهبهم الغياب