رسالة للمعلمين والمعلمات
عمر بن صالح المجيني
إخواني المعلمين/أخواتي المعلمات:
بدايةً، أوجّه تحيةً إلى من ينفق من مشاعره وأحاسيسه قبل أن ينفق من أوقاته، وينفق من دمه ونفسه أضعاف ما ينفق من تعليمه وتوجيهاته، تحيّتي للمعلمين والمعلمات.
إن بعض الخواطر المبارَكة، والتوجيهات السديدة لكم، تكون عوناً للسير بالعملية التعليمية إلى أعلى المراتب وأسمى الغايات.
إن مهنة التدريس رسالة تؤدَّى وليس وظيفةً مقابل أجر، فمن امتهن هذه المهنة يجب أن يضع نصب عينيه أنها مهنة الأنبياء والرُّسُل، وهُم الذين يرفعون عن الناس الجهل، فينقلونهم من ظُلمات الجهالة إلى نور العلم و الإيمان والمعرفة.
ولا شك أن النظرة لهذا العمل على أنه رسالة يجازي الله عليها أفضل وأعظم من النظر إليها على أنها واجب وظيفي، يستوي مع واجب أيّ موظف آخَر. فهذه المهنة تتطلب منكم الإخلاص لله في أدائها، محررينها من شوائب الرياء والسمعة وثناء الناس وشكرهم.
استشعروا المسؤولية في أدائها، فالمعلم راعٍ في مدرسته وهو مسؤول عن رعيته.
وجّهوا طلّابكم للأخلاق الكريمة، وازرعوا فيهم الاستشعار بالأمانة، كونوا قدوةً لهم في تصرفاتكم وكلماتكم، وتحلّوا أمامهم بالخِصال الطيبة والصفات الحسنة حتى يتأثروا بكم، وتنغرس في نفوسهم.
إن مهنتكم هذه تتطلب منكم الصبر والصدق والوفاء بالوعد، وأن تكون أقوالكم مطابقة لأعمالكم.
اعدلوا بين الطلاب في تعاملكم دون النظر إلى قرابة أو صداقة، ابتعدوا عن الكلمات الجارحة مع الطلاب. شجعوا كل شيء مبتَكر من طلابكم، حافظوا على الوقت لتحقيق أهداف العلم والتربية.
وفّقكم الله في أداء رسالتكم بيسر وسهولة، وأتمنى أن يكون هذا العام حافلاً بالرخاء والإنجازات لكم ولطلابكم.