عريش سهيل
عبير بنت سيف الشبلية
أتذكر عريش سهيل؟
ما يزال شامخاً في مكانه، هناك في نهاية الشارع القديم، يوم كنا نلتقي تحت ظله، وتأخذنا الحكايا والأسرار.
كثيراً ما نغرق في الضحك بلا انتهاء، وأحياناً تدندن ألحاناً عذبة، تأسرني في أعماق عوالمك. يا عريش سهيل، مرّات ومرّات، وكم تهامسنا، وتناجينا، وتشاورنا سراً من أمامك ومن خلفك.
لنعيد اللقاء ذات مساء، ولكنني اعترضت بأنه موعد في غير وقته، وبأني أخاف الليل المظلم.
كنتَ تضحك وتضحك، وأكّدتَ لي واثقاً بأن الشجاع لا تخيفه وحشة الليل ولا أحد. أتذكر عريش سهيل وسعف النخل والأغصان؟ حينما تتخللها النسمات الباردة، وكم يطيب لنا بوح الأسرار، ذات مرة بُحتَ لي بسرّك المكنون الذي لا يعلمه غيرك إلا الله، واليوم أنا.
لو تعلم كم يغمرني الفرح! أشعر بأن عريش سهيل جنة فاتنة لا يليق بها سوانا.
أشرتَ لي مُقاطعاً أحلامي، قلتَ لي: انظري عالياً في السماء، كنتُ أتتبع مسار يدك، أترين ذاك الطائر؟ لقد ارتفع وظلل بجناحيه على من تحته. كم كان آسراً! كنتَ متيقناً من خطواتك. همستَ لي: ذاك أنا وسأظل طائرك، فهل تقبلين؟