بين الود والصد
سارة سالم
في زماننا أصبحت مقولة “الود بالود والصد بالصد”، هي التي يتعامل بها بعض الناس مع بعض؛ فأصبحت النفوس ثقيلة على بعضها.
حين يقابل الفعل بنفس الفعل، وأصبحت الناس تمارس ردات الفعل حسب اللحظه دون تفكير ولا تمعن؛ فمن قوبل بالود سيجد الود والمحبة والترحاب وحسن المعاملة، ومن صديت عنه لأمر ما أو ظرف ما ستجد منه الجفاء والكُلفة بالتعامل.
بالمختصر سيضع أمامك حواجز وعقبات ويتصيد لك الأخطاء. سؤال يراودني في مخيلتي، لماذا الود والمداراة وعدم كسر الخواطر، والتعامل الحسن يكون للغريب، لدرجه من الممكن فرش له سجاد أحمر، ونوجه له ابتسامة تشق عنان الوجه، حتى وإن بدر من ذلك الغريب خطأ ما فنجد له ألف سبب ونقنع أنفسنا إنه لا يقصد؟!.
أما الصد والزعل ينتشر بكثرة بين الأقارب والمعارف، فتجدهم يبحثون عن الزلة لبعضهم بعضا، يقتفون آثار الأخطاء ويجعلون من أي موقف ولو بسيط مناسبة للخصام، وقد لا يكون ذلك الموقف له قيمة حتى يتضخم ويكبر ويجعل منه جبلا؛ فتتراكم هذه الأفعال لنار تتقد في النفوس، فيتمنى المرء أن يكون غريبًا ليحضى بالاهتمام والألفة.
هنا نتساءل أين التغاضي وكضم الغيض ووضع للمخطي ألف سبب لفعله فتكون القلوب نظيفة على بعض، لنجد له عذر من باب القرابة، لكن في زماننا هذا طغت محبة النفس وعدم التواضع والتغاضي، خاصة مع الأقارب والمعارف!
الجميع يعلم لا أحد في هذه الزمان محتاج لأحد خاصة في هذا العصر المتسارع؛ فلماذا نبخل على بعضنا بعضًا بالكلمة الطيبة؟ لماذا نسينا حديث الرسول حين قال-صلى الله عليه وآله وسلم-:
(مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوَادِّهِمْ وتراحمهم وتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى له سَائِرُ الجسد بالسهر والحُمَّى). [
هل يكون الصد هو سبب الغيرة التي تشب في القلوب سواء كانت غيرة عاطفية أو وجاهة أو غنى أو حتى سوء الظن؟ ولماذا نجد هذه الأشياء توغل في القلوب المريضة فتنخرها كالسوس، بالتالي هو الخسران؟؛ إنها تلك النار التي تأكل نفسه فتسبب له الأمراض وتجعل ممن حوله غير مرغوب فيه لنظرته الضيقه للأمور!
أخيراً، اللهم ألف بين قلوبنا على الهدى والحق ومحبة الناس،ونعوذ بك من الغل والحقد والبغضاء.