2024
Adsense
مقالات صحفية

إليك صديقي..الجزء الأول

أحمد الحضرمي

لا أعلم ياصديقي أين أصبح موقع الأخلاق من تعاملاتنا وحياتنا اليومية، فقد تغيَّر كل شيء، أصبح الكثير من البشر لا يهتمون إلا بالقشور والكماليات والألوان الخارجية، لم يعد هناك من يهتم بما تهتم به تلك الفئة القليلة الباقية من ذاك الزمان الجميل، فقد أصبح ياصديقي أول ما يُسأل عنه المرء: منصبه ومدخوله الشهري، اجتاحت المادة كل ماتبقى من ذاك الزمان المتفرد بالقلوب الصافية النابضة بالوِّد والسعادة، فقد كان الأخ عوناً لأخيه، والجار جاراً ولو جار عليك، فأصبح الأخ لا يرى أخاه، والجار لا يعرف جاره بكل أسف.

وهو مثال بسيط عن حقيقة ساطعة كالشمس في كبد السماء، وإنْ حاول البعض إخفاءها، أصبح البعض مع الأسف لا يرى إلا مصلحته الشخصية فقط، وإن كانت تلك المصلحة هلاكاً وظُلماً وانتقاصاً لِحقوق الآخرين بطريقة أو بِأُخرى.

لا أعلم يا صديقي هل ماتت القلوب أم أن الجهل بحقوق النفس وحقوق الآخرين وضياع الأمانة أصبح منتشراً انتشار النار في الهشيم.

ولو تحدثت عن الأمانة يا صديقي وما أدراك ما الأمانة، لتراصّت الأحرف وقامت الكلمات وثارت الأفكار والجُمل، فالبعض حصر الأمانة في مبلغٍ من المال يُردّ إلى صاحبه في يوم ووقت معلوم، ولو علم البعض عن الأمانة ياصديقي وثقلها على النفس لما ضاع ميزان الحكمة والشرف والمروءة، حتى أصبح البعض يتسابق في تصوير أهله على مواقع التواصل الاجتماعي شبه عُراة، من أجل الشهرة بِحُجة الانفتاح والتقدم، فانهدمت خصوصيات الأُسر، فأصبحت كل خصوصياتهم مُباحة للقريب والبعيد، والعجيب ياصديقي أنهم يتفاخرون بذلك أمام الجميع، وكأن الأخلاق والمروءة أصبحت من الماضي الجميل، فعن أي أمانة نتحدث ومانراه اليوم يكشف عن جهلٍ عظيم، جرف الجميع إلى الهاوية.
ألم يسمع هؤلاء بحديث: “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيّته”.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights