2024
Adsense
مقالات صحفية

تجاهلني .. أتجاهلك..!

بدرية بنت حمد السيابية

تجاهلني أتجاهلك..! جملة نرددها في أغلب الأوقات، وبعضنا جعلها قاعدة في حياته وكأنه يتباهى بهذه الجملة أينما حل؛ ولكن ألا يخطر في بالك متى تقولها، وفي أي وقت ومكان وزمان؟!

إذا تجاهلنا بعض الأمور المهمة في حياتنا سنكون في عالم النسيان وتكون حياتنا ليس لها معنى. لنعطي مثالًا، إذا تجاهلنا  الصلوات الخمس فلن تكون هناك بركة في حياتنا ونقص في يومنا؛ فالصلاة هي عمود الدين ويجب علينا تأديتها في وقتها دون تأخير، فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ : انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِ؟ ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ )- [ أبو داود (864) ، والترمذي (413) ، والنسائي (465)]، وصححه الألباني في ” صحيح سنن الترمذي”.

الأمثلة كثيرة في هذه الحياة، فعند رؤيتك ما يخالف المبادئ والعادات والتقاليد، تلقائيًا تجد نفسك قد تدخلت وطرحت رأيك فيما تراه من حولك من سلوكيات وأساليب تخدش الحياء أو تسيئ للأجيال، ولا يجب علينا التجاهل علينا أن نتجاهل أي شيء يجعلنا نشعر بعدم اليقين والخوف، وعلينا أن نتجاهل الصوت في رؤوسنا الذي يخبرنا باستمرار أن نستسلم، حيث أننا بحاجة إلى تدريب عقولنا للبحث دائمًا عن الإيجابيات في كل موقف، كما أننا بحاجة أن نتجاهل مخاوفنا التي قد تصل لمرحلة تحديد سلوكنا الحياتي.

إذا تجاهلنا أبنائنا وهم يجلسون بساعات الطويلة خلف الشاشات الإلكترونية لا تعلم إلى أين تجرفهم هذه الأجهزة وكيف سيكون وضعهم الصحي والاجتماعي وكيف تأثيرها على عقولهم وحياتهم؛ لذلك لا بد من المراقبة الدائمة لهم وعدم تجاهلهم حتى لا تقعوا في أخطاء أنتم في غنى عنها، وفي النهاية المراقبة مطلوبة من قبل الآباء واحتوائهم بحالات معينة؛ لذلك لا يمكننا تجاهل هكذا أمر مهم، ولا كل الأشياء المهمه في حياتنا.

صحيح أحيانًا يكون التجاهل مفيدًا نفسيًا للشخص نفسه؛ فمثلا من يرفع صوته عاليًا عليك وهو أكبر منك سنًا فأنت قادر على الرد بالمثل، ولكن أخلاقك وتربيتك لا تسمح، ولذلك تلجأ للتجاهل. وكما قال تعالى: “ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ” [سورة النحل الآية: 125].

فالإنسان يجب أن ينظر إلى الايجابيات أكثر من السلبيات، والتجاهل جميل عندما يكون باختيارنا، ولا يعني تطنيش الأمور المهمة أو الأمور التي يستدعي أخذها بعين الاعتبار وتستدعي التدخل المباشر والسريع والأخذ بوجهات النظر؛ لذا تجاهل إذا كان الشيء يستحق التجاهل.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights