وسائل التواصل بين المؤثر والمهرج
حمدان بن سعيد العلوي
مدرب في الإعلام والعلاقات العامة
من منا لا يتابع المشاهير عبر منصات التواصل الاجتماعي وصناع المحتوى، بيد أن هذه التطبيقات تشغل الناس على جميع المستويات، بيئة خصبة وكل منا يجد فيها ضالته.
مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي جزء من عالمنا الافتراضي أو واقعنا الحقيقي الذي نعيشه فهم موجودون بيننا وقد تربطنا بهم علاقات أخوة وصداقة.
كثير ما تنتشر مقاطعهم وتغريداتهم وتعليقاتهم منها الشكاوى والفكاهة والنقد وبعضها يصنف على أنه تذمر مذموم.
إن صناعة المحتوى المؤثر والمهم للجميع سواء مؤسسات أو أفراد يجب أن يصاغ صياغة احترافية؛ لكي يحقق الغاية من الرسالة المرسلة.
للأسف، أصبح غالبية الناس يبحثون عن السخرية والتهريج أكثر من الرسائل الهادفة التي يعنى بها البناء والتغيير للأفضل.
تجد عدد متابعي التهريج يفوق عدد متابعي المحتويات المؤثرة والتي تحتوي رسالة سامية، وعلى سبيل المثال هناك من يصنع محتوى أخلاقيا ونقدا بناء هدفه خدمة الصالح العام، على عكس بعضهم ممن يشوهون المنظر العام برسائل استهزائية مستفزة.
قد ينتقد بعضهم خدمة ما تقدمها إحدى المؤسسات وتقوم تلك المؤسسة بالتحرك لتصحيح المسار. وهنا نقول: إن صانع المحتوى قد أثر وقدم خدمة للمجتمع والوطن بشكل عام.
وقد يخرج أحد المهرجين ويسيء استخدام تلك الوسائل بتهريجه اللا محمود، ويثير الرأي العام تجاه الوطن ويؤثر سلبا في التقدم والبناء بنقد هدام لا هدف منه سوى الشهرة.
تابعنا المقطع المؤثر للأخ والزميل الأستاذ سعيد الشنفري الذي انتقد فيه عملا ما مشوها للمنظر العام، تابعنا بعد ذلك في محتواه الآخر دور تلك المؤسسة التي تحركت للإصلاح، ويعد ذلك مؤثرا إيجابيا قدم فيه خدمة لهذا الوطن.
مقطع آخر للأخ عبد الحكيم الصالحي يتحدث فيه عن الحفرة في أحد شوارع ولاية السويق، ومن ثم تحركت الجهات المعنية وقامت بالواجب.
في يوم ما خرجت من منزلي ورأيت شجرة وقد غطتها أكياس القمامة في منظر مشوه للبصر، غردت على الصور التي قمت بالتقاطها وشكرت تلك الشجرة على تحملها لقاذورات الإنسان، بعدها تواصلت معي الجهة المعنية وما هي إلا دقائق قامت بالواجب.
كذلك مقطع آخر انتشر عن إشارات المرور في منظر غير لائق بعدها تحركت الجهات المعنية لتدارك الأمر.
قد يعتقد بعضنا أنني أعفي الجهات المسؤولة عن القيام بواجبها إلا بعد التصوير والنشر، ولكن هنا نقول: إن المسؤولية مشتركة وما وجدت هذه الرسائل إلا لتكون جنبا إلى جنب مع المؤسسات الخدمية والدور الإيجابي أهلا به.
هذه رسائل مؤثرة استخدمت فيها وسائل التواصل بطريقة صحيحة من أجل إيصال رسالة هادفة للتغير للأفضل.
وفي المقابل يأتيك المهرج ويقوم ببث الإشاعات والأكاذيب ليثير الرأي العام في قضية لم يتأكد من صحتها فقط سمع من فلان وقام بالنشر لتنتشر السلبية وتحدث الضجيج.
هنا نطالب بالتنظيم في عملية النشر ومحاسبة كل من يؤجج الرأي العام بهدف الشهرة حتى وإن كان على حساب الوطن، فليس كل ما ينشر صحيحا وليست كل رسالة هادفة وعلينا التفريق.
نجد بعضهم الآخر يقوم بالتضليل بنشر إعلان كاذب يقع ضحيته الكثيرون، على الجهات المعنية القيام بدورها للحد من انتشار هذه الرسائل الهدامة وإيقاف كل مروج للإشاعات.
من أمن العقوبة أساء الأدب، ولو تم محاسبة كل من قام بتلك الأفعال المشينة لتمكنا من الحد من أفعال التخريب والضرر اللاحق من مثل هذه المحتويات.
هل تتفقون معي أنه يجب أن لا يترك كل من هب ودب القيام بالتهريج والترويج والإساءة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي؟
شاركنا رأيك لو باختلاف وجهات النظر ومنكم نستفيد.
@Hamdanmedia