إلى اللقاء حتى نلتقي ..!!
عبير بنت سيف الشبلية
في يوم مليء بمختلف الوجوه والملامح..!!
لم يكن موعدا مسجلا ..كما أن الزحمة.. وطول الغياب لم يعوقا تعارف الاثنين.. فقد تعرف أحدهما على الآخرة بنظرة واحدة ..! تلاقت العينان ..وابتسمت .. وتعانقت الأرواح بسكينة قطرات الندى أول الصباح..
*** في وقت لاحق .. ومكان آخر تشع منه الأنوار المبهرجة والزينة والزخارف الفخمة.. وجدت ذات العينين .. بدت وكأنهما تتسارعان في الاختفاء والتجاهل .. ولكن وفي ظل الظروف .. ألزم كل منهما نفسه على احترام النظام.. واكتفى الاثنان ب سلام بسيط.. وبعض كلمات المجاملة..
تقدم الأول بكل لياقة واستعلاء : لشرف عظيم أن أراك.. ولم يكن الآخر أقل شأنا منه.. سايره في الحديث وبكل فخامة : هذا يوم السعد الذي سيسجله التاريخ..
وختاما وبكل تصنع تواعدا على اللقاء ذات يوم لا يعلمه إلا الله ..!!
*** ساعات الزمن تدور .. ومضى الوقت سريعا..
ربما.. تعارضت المصالح وتضاربت.. حتى اللقاء والأحاديث صارت.. قصاصات أوراق منثورات مع الريح ..!!
في يوم غير موعود .. وبشارع واحد.. وجد الاثنان وكأنهما في سباق بين الزحام .. يحاول أحدهما تجنب الآخر ولم ينتبها لبعض.. إلا على صوت تصادم السيارتين .. شعور بتسارع نبضات القلب وخوف وارتباك..!! ويبدو أن الذاكرة لا تزال مليئة برسائل وخيالات.. مفعمة بالود والحنان .. تفاجأ الاثنان ببعض وسرعان ما اختفت خطوط الجبهة .. وانبسطت الأسارير بفرح وأمان ..
الأول برفق: على رسلك يا صاحبي .. تمهل ..
ابتسم الآخر :
وأنت يا صاحبي .. لا تتعجل ..
استغرق الاثنان في الضحك وشعور بالاطمئنان .. وكأن حالهما يقول : يا صاحبي وددت أحاديثك وضحكاتك الجميلة.