خلفان بن ناصر الرواحي
نعم، سيفتقدك المسجد يا أبا بدر، ويشهد لك كل ركن من أركانه حرصكم على أداء الصلاة في جماعة، وإننا نشهد لكم عند الله بذلك، وجماعة مسجد أبي بكر الصديق -بمحلة الظاهر بمنال بولاية سمائل- تشهد لكم أيضًا بذلك؛ فأنتم ممن يحرصون على صلاة الجماعة، وأنتم من كنا نراهم يتسابقون ويؤويهم ذلك المكان الطاهر في ضيافة الله بين صلاة فريضة ونافلة، وتلاوة، وحضور الدروس البسيطة بعد صلاة العصر في المسجد، فكم هو ذلك الخبر كان مفاجأة لنا ولكن هذه هي إرادة الله في خلقه فكلنا راحلون عن هذه الفانية، وصدق قول الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57)}- [سورة العنكبوت]، وقوله تعالى:{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ}-[سورة الرحمن: 26-27].
نعم، نؤمن بأن الموت حق، والنفس المطمئنة ترجع إلى ربها راضية مرضية مطمئنة، لكننا ونحن نودع في هذه الحياة وفي هذا اليوم الخميس ١٦ محرم ١٤٤٥هـ الموافق ٣ أغسطس ٢٠٢٣م، الأخ العزيز الغالي، أحمد بن نبهان بن سليمان الرواحي، صاحب الصفات الحسنة؛ إذ نعزي فيه أنفسنا ومن فقده ممن أحبوه وأحبهم وجميع أفراد أسرته، وجميع أقاربه ومحبيه وأصدقائه وجيرانه.
إن الموت حق وكلنا سائرون في هذا الدرب ولكن يبقى لكل منا أثره وإن رحلنا عن الدنيا، وتبقى لهذا الفقيد وغيره ذكراه الخالدة بأفعاله وأعماله الصالحة، وهكذا كان أخونا أبو بدر – طيب الله ثراه.
فالحديث عن خصال فقيدنا ومحاسبته ومزاياه تحتاج إلى صفحات كثيرة لذكرها، ولكن نكتفي ببعض منها فيما يتعلق لأفعاله وأعماله الخيرة النبيلة التي تذكر فتشكر؛ فإن ذلك هو الدليل الدافع له لحبه العمل الصالح والمكانة التي كان يتمتع بها كما عرفناه في سبيل رغبته في المساهمة لأعمال الخير والصلاح، ومحافظته على رباط الأخوة.
لقد شهد لهذا الإنسان البعيدون قبل القريبين بالمواقف الإنسانية النبيلة التي خلفها وراءه، وعلاقاته مع جيرانه وأقاربه وأصدقائه وأحبابه. سائلين الله أن يلهم الجميع الصبر والسلوان، يرحمه الله رحمة واسعة، ونقول كما قال عز وجل في كتابه العزيز في سورة البقرة: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) }.
