عاملوهم بالمثل ..
يعقوب بن حميد بن علي المقبالي
الإسلام نعمة ربانية فيه الخير العميم والنفوس الطيبة الطاهرة، فهو يحترم الإنسانية جميعاً ويقدرها ويعتني بها ويحفظ لهم كرامتهم ويرشدهم إلى احترام الأديان الأخرى، ولكن بطبيعة الإنسان منهم من يؤمن بالله ورسوله عليه الصلاة والسلام، ومنهم من جحد وجود الله تعالى وما أُنزل إلى سيدنا وحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام، ومنهم من يعترف بالكتب السماوية ومنهم من لا يعترف بها.
والإسلام أوصى في شريعته السمحة باحترام الأديان والإنسانية جميعاً إلا أننا نلاحظ أن الاعتداء على المسلمين أينما كانوا أصبح كثيرا من قبل بعض الأديان، يضايقونهم في تأدية شريعتهم الإسلامية وأصبحت دماؤهم مباحة مع كثير من الأديان الأخرى مثل اليهود وغيرهم ممن يكن الكراهية للإسلام والمسلمين.
كما أن الاعتداء على المصحف الشريف الذي هو دستور وشريعة الإسلام والمسلمون كثيرا ما يتكرر، وهذا التكرار يعتبر هو نظرة أعداء الإسلام والمسلمين وبهذا هم يعتدون على كافة المسلمين أينما كانوا! وقد أخذوا في عقولهم أن المسلمين لا يستطيعون الرد عليهم.
نعم ما داموا هم يشعلون هذه الكراهية وعدم احترام الاسلام والمسلمين وشريعتهم المنزلة من الله تعالى هنا يجب أن يدق بارود التعامل بالمثل بشتى الأنواع، فقاطعوهم واطردوا سفراءهم ولا تستوردوا منهم، لا تتعاقدوا معهم فلا صفقات تجارية ولا تزودوهم بخيرات بلادكم كمشتقات الطاقة والغاز أو غيرها مما حباكم بها الله تعالى، لتقوى هيبتكم بالرد عليهم مباشرة، ولا تتغاضوا عن حقوقكم مهما كانت، ولا يأخذكم الخوف بأنهم سيقطعون عنكم ما أنتم تستوردونه منهم، فأنتم أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأنتم أهل شريعة القرآن الكريم اختصكم سبحانه وتعالى بهذه الشرعية المحمدية التي هي خاتمة الشرائع السماوية.
أجمعوا شملكم وأجمعوا شتاتكم وكونوا على كلمة رجل واحد، واعملوا على تفعيل جامعة الدول العربية والهيئات الإسلامية ولا تخجلوا بدينكم وشريعتكم، اجعلو قدراتكم وقراراتكم دفاعاً عن الأمتين العربية والإسلامية فمن لم يحترم الإسلام والمسلمين وعقائدها وشريعتها لا يحترم، فلا مجال للمجاملة في دينكم وفي دستوركم الكريم، سلوا سيوف الكرامة ووحدوا كلمتكم وصيغوا قراراتكم خدمة لأمتكم الإسلامية وكونوا صفاً واحداً أمام المعتدين للإسلام والمسلمين.
يجب أن يحترموا الإسلام والمسلمين أينما كانوا ليعيشوا في أوطانهم ويؤدوا شرعيتهم بأمن وأمان واطمئنان بلا خوف ولا تنكيل، وخذوا منهم العهود والمواثيق بأن يكون هذا المسلم له حقوقه، وإن كانوا يعيشون بينهم يضمنوا لهم الحرية الكاملة في ممارسة شعائرهم الدينية ويوفروا لهم العيش والحياة الرغيدة.
هم يشنون بكلماتهم المائعة- أعداء الله ورسوله- أن أهل الاسلام متطرفون وإرهابيون! بل إنهم لا يخجلون من هذا الوصف القذر فيتطاولون على أمة محمد عليه الصلاة والسلام، وما حرق المقدسات الإسلامية إلا تعبيرا منهم بالكراهية للإسلام والبغضاء للمسلمين.
فعلى الدول العربية والإسلامية أن يعدوا العدة ويوحدوا صفوفهم أمام عدوهم فلهم الخيار، إما احترام الإسلام والمسلمين ومقدساتهم وعقائدهم، أو يبادلون الكيل بالكيل، فهنا جميع الدول كانت عربية أو إسلامية أو الدول التي تسيس الكراهية والبغضاء بين شعوب العالم سواء كانت دول أوروبا أو غيرها تربطهم مصالح مشتركة ويتبادلون المصالح كتجارة أو الأيادي العاملة من رعاياهم ويحسسونهم أننا أهل الإسلام قادرون أن نبادلكم نفس المنهاج الذي أنتم تنتهجونه معنا كراهية وغيرها، وإن كانت شريعتنا الإسلامية ترفض الكراهية بين بني الإنسان ولكن لكل حادثة حديث ما دام أنهم اختاروا لأنفسهم خرقًا للمواثيق والقوانين وعدم احترام الأديان وحرق دستورنا العظيم وتنكيل وتهجير المسلمين وهذا يعتبر فعل تعد يصدر منهم.
هنا أسأل سؤالا، وبما أنني غيور على هذا التصرف كحرق المصحف الشريف وتشريد المسلمين من أراضيهم والتضييق عليهم، لماذا لا يتم معاملتهم بنفس الطريقة التي هم ينتهجونها في الوطن العربي والإسلامي؟
اضطهاد المسلمين في الهند والصين مثلاً، هذا أقل مثل أضعه في مقالي هذا بغض النظر عن القضية العالمية وهي القدس الشريف وأهل القدس، هنا أين المواثيق الدولية وأين هؤلاء الذين يناشدون باحترام وتقدير الإنسانية ليمارسوا دياناتهم وشريعتهم! هل يعني أن شعوبهم ودياناتهم محمية بقبضة القانون الدولي والشعوب الإسلامية التي تعاني من إخناق عام في وطنهم ويجب احترامهم؟ أليس من حقهم أن يتمتعوا بحقوقهم الإنسانية في أوطانهم وممارسة شريعتهم؟
هنا يجب على الجامعة العربية والمنظمات الإسلامية تعديل أحوالهم ووقوفهم على الميدان دفاعا عن الإسلام والمسلمين، يكفي من المحاباة للغرب، أنتم تحترنموهم وهم ينكلون بكم ويدسون لكم السم في أوطانكم وشريعتكم، فهنا يجب أن تُفتح الصفحة الحقيقة التي لا بها مجاملات ولا انحناءات لأي متمرد أو ظالم يجب أن تشغل حقوق الإنسان في أي دولة من دول العالم فلا حصانة لأي شعب من شعوب العالم وهم يمارسون الظلم والعدوان والكراهية ويريقون دماء الإنسانية المسلمة ودستورهم وشريعتهم التي أتى بها نبيهم العظيم عليه الصلاة والسلام من ربه الكريم.