رسالة إليك
سلمى سرّ الختم
يوماً ما، وبعد زمن من هذه اللحظة، ستعرف ماهيّة الشكل الحقيقيّ لهذه الحياة.
فمن المُسَلّمات أن العمر سيفنى لا محالة، وأنت تبحث كل ليلة هنا وهناك، في سقف غرفتك المظلمة، عن حلول لمشكلاتك وقلقك المستمر على مستقبلك، الذي لطالما حلمتَ به، وبالحديث عن هذا الأمر، أعْلَم أنه تبادر إلى ذهنك.
ما أرمي إليه، هو أن عليك الاعتناء بنفسك، وأن تمنحها الأفضل، وأن تعيش يومك بكل تفاصيله الدقيقة وأنت مستمتع، فهذا يُسهّل عناء الرحلة، لأنك ستواجه الواقع الذي لا يحابي أحداً.
يا صديقي، تمرّ علينا الأيام، وعند حلول منتصف الليل الباهت أرمي من نافذتي حلماً جديداً يذهب في مهبّ الريح، يصاحب معه الأمنيات التي لا تعرف طريقاً لتَحقيقها، رغم أنه جُلّ ما أملك في مخيلتي. وفي بداية يوم جديد، أستعدّ لبدء معركة جديدة، لتحقيق حُلم جديد، عسى أن أصيب في هذه المرّة، وهكذا تمرّ الأيام.
بعدها مضيتُ وتركتُ خلفي الاحتمالات التي تسلبُ مني الحياة والشغف، بعد معرفتي بأكذوبة الرضى بالقليل دون عمل واجتهاد.
يا صديقي، في هذه الحياة ستواجه الكثير من المتاعب، ولكن كُن قوياً واستمرّ، ولا تفقد الصبر والأمل، فلا توجد في الحياة حقيقة مطلقة، وعليك توخّي الحذر، فلا تنطوي عليك أفكارهم السوداء ولا خطاباتهم الرنانة، وعليك أن تعي ما أعنيه، إنهم المحبطون، فلا تركض مربوط العينين، واربط حياتك بأهداف لا بأشخاص، واستثمر في نفسك، ودَع الأمر لله.