خالد بن مرهون النبهاني
ها نحن نصل إلى الحلقة الرابعة من سلسلة أيها القائد.. الإبداع طريقك إلى الابتكار، حيث سيكون موضوع الحديث عن العوامل التي تؤثّر على الابتكار.
الحياة طبعت على كدر، والنجاح لا يتحقق بسهولة ويسر كما يعتقد بعضهم، وإنما كل شيء تعتريه عوامل وعوائق تؤثر عليه، والابتكار ليس بمنأى عن ذلك فهناك عوامل تؤثر على عناصره الثلاثة: الإبداع، التنفيذ، والقيمة المضافة. تشير العديد من الدراسات إلى أن أحد أهم العوامل أمام الابتكار التنظيمي هو الصراع الداخلي والهياكل الإدارية الرسمية الصارمة داخل المنظمات، كما أشار أحدهم إلى أنه في حالة الأفراد توجد عوامل تؤثر على التفكير الإبداعي وحل المشكلات الإبداعي وهي عوامل عقلية، إدراكية، وعاطفية؛ مثل الخوف والقلق التي تنتج عن تأثيرات المجتمع، بعبارة أخرى يمكن تقسيم هذه العوامل إلى فسيولوجية ونفسية، كما يمكن أن تحصر هذه العوامل في ثلاثة مجموعات مترابطة ذات تأثير متبادل:
1- مجموعة الخصائص الشخصية على مستوى الفرد المبتكر: يتميّز الفرد المبتكر بالفضول وتحدي الأساليب التقليدية ويخرج بمفاهيم جديدة في طرق مواجهة المشكلات والفرص.
2- الهيكل التنظيمي: من المعروف أن المنظمات تؤثر على النشاط الإبداعي للأفراد. لا يعمل الأفراد خارج إطارهم المؤسسي، فعلى سبيل المثال تبحث المنظمات ذات الاستراتيجيات المبتكرة عن مبتكرين ولديها فرص ومجالات للأفراد لإنشاء أساس الابتكار.
3. مجموعة عوامل البيئة العامة في المجتمع: العوامل الاجتماعية والثقافية، وكذلك العوامل السياسية لها تأثير إيجابي أو سلبي على حركة الابتكار في المنظمة، حيث أفاد أحد الباحثين بأن الاتجاهات الاقتصادية والسياسية على المستويين الوطني والدولي تضمن فعليًا أن تصبح بيئات الأعمال التجارية أكثر صعوبة، كما تلعب المراكز البحثية والجامعات ونظام براءات الاختراع دورًا مهمًا في إنشاء البنية الأساسية للابتكار وتعزيزها للأفراد والمنظمات المبتكرة.
وفي خضمّ الحديث عن منظومة الابتكار في بيئة العمل، فإنه لا بد من الإشارة إلى أهمية عامل الثقافة، التي تعرّف بأنها مجموعة القيم التي تحيط و / أو تدعم سياسات وممارسات وإجراءات المنظمات، إلا أن بعضهم استطرد وقال بأن الثقافة تشير إلى القيم التي يشاركها الأشخاص في المجموعة، حيث تمثّل أنماط السلوك أو الأسلوب لمؤسسة يُشجّع الموظفون الجدد تلقائيًا على اتباعها من قبل زملائهم الموظفين.
فهناك العديد من القواعد التي تعزز ثقافة الإبداع والابتكار داخل أي مؤسسة وهي: التركيز على توليد الأفكار، دعم ثقافة التعلم المستمر، المخاطرة، التسامح مع الأخطاء، دعم التغيير، التعامل مع الصراع، العمل الجماعي والعمل الجماعي الفعال، السرعة والإلحاح، المرونة والقدرة على التكيف، وأخيرا الشعور بالاستقلالية.
ولكن نوّه أحد الباحثين إلى وجود عوامل تعرقل ثقافة الإبداع والابتكار داخل المؤسسات يجب تجنبها من ضمنها: المبالغة في التأكيد على المساءلة الفردية، المبالغة في التأكيد على الأهداف والميزانيات الكمية، ومعاقبة الأخطاء.
ولا نغفل بأن هناك مبادئ تعين مؤسسة ما في نشر ثقافة الإبداع والابتكار وهي:
– الحفاظ على هوية المؤسسة كمؤسسة مبتكرة.
– بناء علاقات “حقيقية” بين التسويق والموظفين.
– توليد علاقات طيبة مع العميل.
– إشراك المنظمة بأكملها.
– عدم نسيان دور الأفراد.
– الإخبار عن القصص القوية الهادفة وتجسيدها.
وفي النهاية يعتبر التماسك الاجتماعي ضروري من أجل تنفيذ الأفكار الإبداعية وترجمة الإبداع إلى ابتكار.
