مدير الموارد البشرية (الحلقة الثانية)
د. طالب بن خليفة الهطالي
أهمية إدارة الموارد البشرية:
يشكل الهيكل التنظيمي في المؤسسة دورًا مهمًا في تعزيز فاعليتها ورسم خططها وسياساتها التنظيمية، وله دور رئيسي في إدارة الموارد المختلفة فيها وتوزيع الأعمال وتحديد الصلاحيات ونوع ومستوى التفويض على المستويات الإدارية فيها، يذكر (المليجي، 2012)، أنه لبيان الوضع التنظيمي للموارد البشرية في المؤسسة ينبغي تضمينها في الهيكل التنظيمي، فالمؤسسة الناجحة تسعى إلى تأهيل و تحفيز الموارد البشرية لتأدية أدوارها الموكلة إليها وصولا لتحقيق أهدافها، وتجويد ورفع مستوى الإنتاجية ونوعية العمل، إضافة إلى الوفاء بمتطلبات البيئة الاقتصادية والتكنولوجية والقانونية وتحديد حاجات الأعمال ومعرفة اتجاهاتها، ويعد هذا الدور من الأدوار الحديثة لإدارة الموارد البشرية؛ فربط مهامها بحاجات الأعمال يوسع مشاركتها في رسم الاتجاهات الاستراتيجية ويبرز الدور الاستراتيجي لها. (باشيوة وآخرون، 2013).
ولبيان الدور التشغيلي للموارد البشرية يعتبر وضوح هدف المؤسسة ورسالتها لدى العاملين وتحديث الأنظمة الرقابة ومنح التفويض المناسب للوظائف في كافة المستويات الإدارية بما يتناسب وطبيعة العمل والعمل على تأهيل الكادر البشري ومنحه الثقة في ممارسة الأعمال الموكلة إليه وفتح المجال للتنافس الداخلي المبني على مبدأ المساواة والعدالة الوظيفية له دور مهم في رفع مستوى الأداء وزيادة الإنتاجية؛ مما ينتج عنه تحقيق الرضا الوظيفي للعاملين، وهذا ما يساعد المؤسسة بعد ذلك للوصول بالعاملين إلى الانتماء المؤسسي، ويشير (شاويش، 2011 ) إلى ابتكار تشكيل تنظيمي في المؤسسات يقوم باختيار وتدريب وتطوير الوظائف وفي الغالب يترأس هذا التشكيل ما يطلق عليه بمدير الموارد البشرية، وعلى الأغلب يكون ممثلا في مجلس الإدارة العليا لرسم وبناء استراتيجيات الموارد البشرية المتفقة مع الإستراتيجية العامة للمؤسسة، وقد ينجم عن هذا تشكيلات تنظيمية فرعية يتولى إدارة هذه التشكيلات متخصصين في التدريب والاختيار والتعيين والتحفيز (الصريفي،2010)، ويحدد حجم المؤسسة رأس مالها المالي والبشري وحجم ونوعية أنشطتها، ويؤثر حجم المؤسسة في تقرير الوضع التنظيمي فيها.
وعلى ضوء ذلك فإنه من الملاحظ أن المؤسسات تختلف في تحديد الوضع التنظيمي لإدارة الموارد البشرية فيها، فمنها ما تنتهج إدارة متخصصة للموارد البشرية، في حين تميل الأخرى إلى خفض المستوى الإداري إلى قسم لإدارة الموارد البشرية. (باشيوة وآخرون، 2013).
وبما أن حجم رأس المال المالي والبشري أحد العوامل التي تحدد حجم المؤسسة ومستوى هيكلها التنظيمي فإن ذلك يتأثر بالمتغيرات البيئية ومدى قدرتها على احتواء المتغيرات -التهديدات أو الفرص – (نوري وكورتل، 2011). لذلك، فإن مؤسسات الأعمال الصغيرة تتجه لتوزيع مهام وأعمال إدارة الموارد البشرية على الأقسام أو الوحدات الوظيفية فيها، في حين تميل المؤسسات الكبيرة إلى ضرورة وجود إدارة معنية بإدارة الموارد البشرية (صديقي، 2013) وتختلف كثافة المورد البشري من مؤسسة إلى أخرى وفقًا للأعمال الذي تمارسها من حيث الكم ونوعية الخدمات سواء كانت ميدانية أو خدمية، فكلما كان العنصر البشري أكثر كان من الضروري وجود إدارة تعنى بإدارة العمل وتعنى بالتخطيط والتوجيه والرقابة والإشراف والإرشاد؛ وعليه فإن الاختلاف في أنشطة الموارد البشرية يستوجب منحها الاهتمام لضمان القيام بها على النحو الصحيح. (القاضي،2012).
ولا نستغرب أن نرى المؤسسات تتجه إلى تحديد دور إدارة الموارد البشرية من خلال تنفيذ سياسات الاختيار والتعيين والتدريب وتقويم الأداء، المنعكس على متغيرات سوق العمل بصورة واضحة وعلى دور الموارد البشرية فيها، وهنا تبرز قيمة وأهمية تسخير التكنولوجيا الحديثة في بيئة العمل وهذا ما بيّنه (اليعقوبي، 2011) في دراسته، وأكده (القاضي،2012)؛ أن تسخير الآلة له تأثير بالغ على الموارد البشرية وبيئة العمل حيث أضحى الأمر واقعًا لا مناص منه وذلك بالاعتماد على التقنيات الحديثة، فقد أصبح توظيف الأشخاص مرهون بالشهادة العلمية والخبرة العملية، والمهارات المهنية ليتمكن العامل من التعامل مع الوسائل التقنية الحديثة، وهذا يفتح المجال الرحب لإحلال الموارد البشرية المتعلمة والمؤهلة والمتميزة المتسلحة بالخبرات العلمية والعملية والمهارات المهنية المتعددة لتكون مؤهلة لقيادة عجلة التنمية وقادرة على التطوير والتنمية والتحليق بالمؤسسة إلى مجالات أرحب، كما أن وجود التقنية في المجال العملي يعمل على إضفاء أدوار إضافية يسيطر عليها الطابع التنفيذي.
وللحلقة بقية <<<<<<
المراجع:
1. المليجي، رضا إبراهيم .2012. إدارة التميز المؤسسي بين النظرية والتطبيق. دار عالم الكتب للنشر والتوزيع. القاهرة:
2. باشيوة، لحسن عبد الله، وآخرون .2013. التميز المؤسسي مدخل الجودة وأفضل الممارسات مبادئ وتطبيقات. عمَّان: ط1. مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع.
3. شاويش، مصطفى نجيب.2011. إدارة الموارد البشرية. إدارة الأفراد. ط1.عمان. دار الشروق للنشر والتوزيع. الأردن:
4. الصريفي، محمد.2010. التميز الإداري للعاملين بقطاع الفنادق والمنشآت السياحية. دار السحاب للنشر والتوزيع. القاهرة:
5. نوري، منير؛ وكورتل، فريد .2011. إدارة الموارد البشرية. ط1. مكتبة المجمع العربي للنشر والتوزيع. عمان. الأردن:
6. اليعقوبي، علي بن راشد .2011. دور نظم المعلومات الموارد البشرية في زيادة فاعلية أداء إدارة الموارد البشرية. رسالة ماجستير غير منشورة. الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي. سلطنة عُمان:
7. القاضي، زياد .2012. علاقة الممارسات الاستراتيجية لإدارة الموارد البشرية وأداء العاملين وأثرهما على أداء المنظمات. رسالة ماجستير غير منشورة. جامعة الشرق الأوسط. الأردن: