الانعزال
بشاير بنت سليم الرحبية
شعور لا يضاهيه شعور، شعور تميل له القلوب، وتعشقه النفوس، وترتاح له القلوب المرهقة..
هموم!
قلق!
اضطرابات!
فقدان شغف!
انزعاج!
صراخ هنا وهناك!
فضلت أن أجلس وحدي، ولا يكون لي صلة وتواصل بأي إنسان، أستلقي في سريري بعيداً عن العالم الخارجي، وبيدي كتبي، أحتضنها بعمق وأفتح أول صفحتها، وكأنني أشتمُّ زهرة الجوري الفاخرة، أشتمُّ رائحة الكتب بعمق لكي تبقى رائحتها الفاتنة بمعمق قلبي وعقلي الواقع والباطن!
عقلي الثمل الذي كان يعاني من التعب، يعاني من الأرق، يعاني من الفراغ الذهني، أصبح الآن أكثر انفرادا، يعيش واقعه وخياله مع العزلة، وكأنها تحتضنه وتستمع له بكل إصغاء، طرحي لأفكار غريبة عن الواقع تميل للخيال، يقول البعض: هل تتحدثين بواقعية..؟
أرد قائلة ببرود شديد: لا أفكر بواقعية، بل أصبح عقلي يفكر بالمجهول البعيد عن الواقع، الذي لا يستطيع تفسيره العقل الطبيعي والاجتماعي!.. غريبة أطوار،، نادرة،، لا أشبه أحدا..
هذا أمر طبيعي بالنسبة لي، شعور غريب ينتابني بأنني أريد البقاء مع نفسي ومع أفكاري الغريبة، بعيدة عن الجميع، مغرمة بأفكاري النادرة والغريبة، مغرمة بتفاصيل حياتي الحالية، وبتغير حياتي الجذري، وكأنني ولدت مرة آخرى..