وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ

علياء بنت خميس الحنشي

أمسكت بمصحفها وأخذت ترتل وردها من آيات الله حتى وصلت إلى قول الله تعالى : ( ( فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ )-[غافر : آية 44].

أخذت ترددها أكثر من مرة وقالت:” أين أنا من هذه الآية؟ شعور عجيب انتاب قلبي وأنا أقرأها، وكأني أول مرة أسمعها، شعور بطمأنينة غيّمت على قلبي، وراحة بال على عقلي المشتت بالتفكير في دنيا وزينتها قال عنها خالقها: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ}-[الرحمن الآية: 26].

نعم، زينتها أكثر ما كان يشغل بالي؛ مال أخاف ألّا أُوفق في تسخيره فيما يرضي الله، وبنين أخاف عليهم أن تتقاذفهم فتن الدنيا رغم أني أستودعهم الله لكنه لم يكن استيداع بيقين، وتفويض تام لله وهذه الآية أعادت لي صوابي رغم أني كنت أقرأها لكن هذه المرة قذفها الله في قلبي؛ ليعلمني درساً بأن آخذ بالأسباب، وكأن الأسباب كل شيء، ثم أفوض الأمر لخالق الأسباب وكأن الأسباب لاشيء”.

فمنذ تلك اللحظة لزمت ( وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ)، وجعلتها دعائي الذي لا يفارقني؛ فزال ما كان يعتري قلبي من قلق، ورأيت من البركات في دنياي ما كنت أجهله؛ فمن وفق لتفويض أمره لله بيقين خالص فقد وفق لخيري الدنيا والآخرة، و أراح نفسه من الهم والحزن.

وكما قال الشيخ الطيب الهادي الصابونابي:
ارح ضميرك بالتفويض لله
في كل حال فأن الأمر لله

ولا تبالي إذا نابتك نائبة
فالنفع والضر مقدور من الله

ولا تراعي وكن لله متجها
وقف وكن عند حسن الظن بالله

وكن مع الله في سر وفي علن
يغنيك حيًا ويوم العرض لله