رائحة شهر رمضان
بدرية السيابية
كلها أيام قليلة ،ونستقبل أعز ضيف يقبل إلينا، محملاً بالخير والبركات، بنفحاته الإيمانية،، فهو شهر الرحمةِ والغفران شهرٌ يصوم فيه الناس، وذكر في القرآن الكريم أن شهر «رمضان »يفرح الصغير والكبيرُ لملاقاته، هو شهرٌ يختلف عن الشهور فهو شهرٌ مميزٌ خفيفٌ على الناس، شهر الصبر والتحمل ويحمل في طياتهِ الكثير من الذكرياتِ الجميلة كل سنة التي نتذكرها كمشاهدةِ الهلال حيث نتسارع لنصعد على أسطح منازلنا لمشاهدته بفارغ الصبر حتى يتبين لنا صومه بالغد والفرح يسري في قلوبنا
كانت أيامنا جميلة في رمضان ففيه التعاونُ والتعاطفُ ،ومساعدة الأم في إعداد سفرةِ الفطور بالطعامِ القليل مقتنعين بما أعطاهم الله من خيراته، كان الكبير والصغير يجتمع على السفرةِ داعينَ المولى سبحانهُ وتعالى على دوام النعمةِ ،محبينَ للخير والتعاون ،، يتسابقون على أداء الصلوات في أوقاتها، ويكثرون من قراءة القرآن الكريم ،ويكثرون من العبادة لهذا الشهر الفضيل وكانت البساطة تحتوي منازلنا من حيث المأكل والمشرب ،،وكانت الزياراتُ وصلة الأرحامِ بين الأهالي فما أجملها ،والكلمة الطيبة ترتسم على ملامحهم بكل حب وود، ولرمضان طعم الفرح والسعادة ،،أما الآن أصبح رمضان للنوم نهارا وبالليل سهر طويل ،،فأصبح الشغل الشاغل ،ماذا نأكل؟ ؟
وهل هناك أصناف من المأكولات الجديدة ؟أين سنسهر هذه الليلة ؟ماذا سنشاهد من المسلسلات ؟وهل يكفي راتبي لشراء كل ما يحتوي المركز التجاري لشهر رمضان ؟دائما أقف عند هذه النقطة أيعقل شهر رمضان يتطلب كل هذه الأغراض وبكمية هائلة من أصناف الطعام ومبالغ مالية كبيرة؟وتقف طابوراً طويلاً مضيعين كل الوقت للمحاسبة ؟
أليس هذا تفكير البعض؟!
ألم تفكر ماذا ستقدم لهذه السنة وللشهر الفضيل ،، كختم القرآن الكريم ،،وأن تتصالح مع من خاصمتهم ،وأن تخصص يوما لمساعدة أحد الأسر الفقيرة ، أو يتيم ولربما تذهب أنت وأسرتك للإفطار معهم محملاً بأصناف الطعام وبعض الهدايا لتسر قلوبهم ولا تجعل هذا الشهر الفضيل لأفكار وسلوكيات تحرمك من الأجر والثواب ،، فهو فرصة تنتهزها لصالحك مخلصاً لربك في صيامه وقيامه.