رحيل آخر عظماء حياتي
سليمان بن عثمان أولادثاني
( أبي) عظيم هذا الرجل .. حتى في موته .. كان كما كان دائما شامخًا ..
مزهوًا .. فرحًا .. حتى بموته ..!!
أبــــــــــــــــــــــــــي .. أب الجميع كما يحلو للجميع تسميته .. هل سنفارقك
حقًا .. وأنت تسكننا جميعًا .. ؟؟
يا الله .. هناك أشخاص يسكنون رفوف ذاكرتنا .. حاضرون بمواقفهم
وببصماتهم على جدرانها .. وأنت منهم يا أبــــــــــــــــــــي ( العظيم ) ..
كيف لي أن أودعك وأنت تعيش معي لحظة بلحظة ؟؟
كيف لي أن أودعك وكل ما تركت يذكرني بك .. فراشك .. صوتك ..
دوائك .. وحتى رائحتك العطرة التي تزين جدران الزمن ..
( كالموت ) … كان نبأ رحيلك ..
( وكالحلم ) …. كان نبأ موتك ..
هكذا هي يد القدر تغتال منا أجمل ابتساماتنا .. وتسرق منا
أسمى ما نملك ..
كثيرون أولئك من كانت أسماءهم مدرجة على لوحة الرحيل .. وكنت خارجها
فقط .. لأنك دقائق هذه الحياة وثوانيها ..
حزين هو كل من فارقك .. أهلي .. وأهلك .. ملابسك .. عمائمك .. حتى الكرسي المتحرك!!
صوتك يسكن أعماقي .. يحطمني .. ولكنه للأسف غير قادر على إرجاعك إلي ..
إرجع يا أبــــــــــــــــــــي كل من حولي يناديك .. إرجع يا أبي كلنا نحتاجك .. حتى لسكوتك ..
حزين هو كل من فقد كلمة (أبي) .. أعظم الكلمات فقط لأنها كانت يوما تشعرنا بوجودك ..
وهي الكلمة التي كنا نتغنى بها والتي تأتي متقدمة لإسمك ..
اليوم .. نشتاق لك مع أنك تسكننا ..
اليوم .. نحتاج لك مع انك أحوج منا إلينا ..
اليوم .. نشتكي إليك وحدتك .. وأنت تشتكي منها ..
اعلم أبــــــــــــــــــــــــــــي العزيز .. لا احد قادر على ملءُ فراغك بقلوبنا ..
ففراغك .. باتساع 1000 ســــــــــــماء !!
قبل أن يرعبنا الرحيل :
أبــــــــــــــــــــــــي العزيز .. لن أودعك .. لقد خلق الوداع للغرباء .. من نحبهم لا نودعهم .. لأننا في الحقيقة لا نفارقهم !!
وبعد أن أرعبنا الرحيل :
نحبك أبـــــــــــــــــي .. ونشتاق إليك .. وتشتاق إلينا ..ولكن لا سبيل لهذا التواصل إلا.. الدعاء