2024
Adsense
مقالات صحفية

اللبس غير المحتشم

   المحامي / عبدالرحمن بن محمد الذهلي

التغيرات الكبيرة التي طرأت على مجتمعنا العُماني وظهور العديد من الظواهر السلبية؛ لاسيما تلك التي تخص اللبس الغير المحتشم في الأماكن العامة، وهذا ما نلاحظه يزداد يومًا بعد يوم -للأسف الشديد- ونتساءل هل الزي الغير محتشم حرية شخصية أم لا؟ وما نظرة المجتمع للذين يرتدون تلك الملابس سواء من البنات أو الشباب ؟ وما دور القانون في ردع مثل هذي التصرفات ؟

في البداية لنتفق على أن لكل إنسان حريته الشخصية فيما يملكه وفي تصرفاته، إلا أن هذه الحرية لها ضوابط يجب أن تتلاءم مع ما يطلبه منا ديننا الإسلامي ومع ما يتوافق مع عاداتنا وتقاليدنا ، ومع أعراف ، وقيم المجتمع، و صحيح إن من الحرية الشخصية اختيار الفرد لملابسه التي يظهر بها أمام الناس؛ ولكن ذلك لا يعني أن يرتدي الفرد لباسًا غير محتشم من باب الحرية الشخصية ! حيث أن المظهر والزي الشخصي يجب أن يتلاءم مع الذوق العام، حيث إن الأماكن العامة لها ملبسها المناسب لها، وللأسف كثرت مشاهدة طريقة اللبس الغير المحتشم في الأماكن العامة والمجمعات التجارية، وهو ما يُمثل استفزازا للمجتمع بحيث إنها لا تناسب عادات المجتمع وتقاليده.

ومن الناحية القانونية ؛ تناول المشرّع العُماني موضوع الاحتشام بشكل واضح وصريح وذلك في المادة 294 من قانون الجزاء العماني الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 7/‏‏2018، “يعاقب بالسجن لمدة لا تقل عن شهر ولا تزيد عن ثلاثة أشهر وبغرامة لا تقل عن ١٠٠ ريال عُماني ولا تزيد على ٣٠٠ ريال عُماني أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من ظهر في الطرق أو الأماكن العامة بطريقة تخدش الحياء العام أو تتنافى مع تقاليد وأعراف المجتمع .”

ومما لا شك فيه أن للقانون دورا بارزا ومهما في مراقبة ومعالجة مثل هذه الظواهر السلبية -اللبس غير المحتشم- وذلك من خلال فرض قواعد اللبس المحتشم في الأماكن العامة ومعاقبة من يُخالف ذلك.

ختامًا، نُشير إلى أهمية دور الأسرة في التنشئة السليمة للأبناء وذلك في سبيل تعزيز ثقافة الاحتشام والذوق العام

وإن اللبس المحتشم من القِيم الدينية والمجتمعية التي يجب علينا الحفاظ عليها وغرسها في الناشئة.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights