غبّ الحب الأبدي
بشاير بنت سليم الرحبية
آهٍ، كم ليالٍ سهرتُ وأنا احلم بك،وأتودد إليك،
وأشتاق لقدومك الدائم؛ وابتسامتك،
عيناك الجوزيتان،
اللتان تحملان في طياتهما الكثير والكثير.
فرحتي العارمة بقدومك،
وجودك الدائم، ونظراتك الحادّة،
مبسمك الفتّان، وأسنانك الصغيرة الشبيهة بحبّات الرمان الأصيل.
سلاسة قولك،
جمال صوتك الرجوليّ،
فخامة مجلسك، وتودد الناس إليك.
روعتك التي لا يسبقها روعه.
مجلسك العشائري الذي يملؤه الضجيج.
هيبة قدومك، ومشيتك التي تملؤها الحدة والصرامة.
آهٍ كم اشتقت إليك.
تركتني وأنا بحاجتك.
رميتني في غبّ حبك ورحلت بلا أحاسيس ولا مشاعر.
ألهذه الدرجة أصبحتَ عديم الأحاسيس؟
أم أن الموت هو الذي لا يشعر بحبي؟
أرهقني رحيلك قبل حبي.
فبدلاً من أن نموت سوياً، سبقتني.
وكأنك كنت تحاربني على من سيأخذه الموت باكراً.
أرجوك، ارجع في اللعبة، لا أريد أن العب لعبة الموت.
أرجوك لا ترحل وتتركني، لا أريدك أن ترحل.
تبّاً للّعبة، وأنا القبيحة والحمقاء التي لعبت اللعبة.
هل كان خطئي عندما تحديتك أنني سأموت قريباً؟
هل أنا مخطئة عندما تركتك تذهب من يدي؟
اللهم لا اعتراض، ولكن الشوق يقتلني.
الغصة ما زالت في حلقي، ولم أبتلعها بعد.
مدائن حبك وعشقك،
مجلسك العامر، والذي أسمع هيبتك فيه تعلو كل يوم.
آهٍ، آهٍ، كل مكان هنا يذكرني بك.
أرجوكم خذوني ولا تعيدوني لدار محبّي.
خذوني بعيداً وإن قتلتموني.
ارموني بسهام ملؤها السم واذبحوني.
وإن سمعتم صوتي اخنقوني.
أيا ليل ارفق بي، ولا تمتحنّي.
وارفق بقلبي، ومدائن حبي.
وأرجع لي قلبي ومحبوبي.
ولا ترميني في غب الحب الجاهلي.
وأنزلني ولا تشفق عليّ، واذبحني.