أحلم بالطيران ..!!
عبير بنت سيف الشبلية
كنت أراقب العصفور عن بعد..
كم أعشقه مثلما هو يختال بين الأشجار.. متباهيًا بنفسه بكل فخر..
وكم حزنت حينما ارتفع وتحرك بجناحيه في الجو…!!
لقد طار العصفور..!!
حتى الفراشات تطايرت وانتشرت متفرقة في السماء..!!
حلمي أن أطير في السماء.. كطائر حر طليق.. أن أملك جناحين وأطير وأحلّق في السماء بين الغيوم دون قيود.. أضحك وأفرح وأصرخ بنشوة منتصرا لا يخشى الهزائم..!! و..و..و..
كنت أرسم وأحبك الخيالات بلا انتهاء…!!
الجميع مشغول بأمره.. صغار يلعبون ثم اشتبكوا فيما بينهم وانقلب الوضع إلى نزاع وعراك ومشاجرة..
وفي الجهة الأخرى كبار اعتادوا على جمعة الأحاديث المسائية مع بعض الأسرار العالقة من هنا وهناك..!!
للمساء كاريزما مختلفة.. ما أروع المساء..!!
كنت لا أفوت فرصة لأبدأ بالتفاعل معه وبهدوء.. من أول أحلامي التي أصررت أن أحتفظ بها لنفسي.. إلى آخر لحظة…
تمنيت لو أن الوقت طال..
ولكن من أين؟!
لقد أقبلت تلك المزعجة المشاكسة.. و بدأت تثير الفوضى وكثير من السخرية..
وتهمس لي: “أفيقي يا أميرة الأحلام.. متى تنتهي مدة صلاحية أوهامك؟؟”
رمقتها بنظرة حادة.. فتصنّعت ابتسامة.. كنت أغلي .. وفي أعماقي شيء من الوخز أبى أن يظهر للعلن..
فردت: “دون إزعاج من فضلك..”، وأكملت بثبات على رأيي.. أتعمد إثارة الشك والحيرة في نفسها..
فقلت: “لو تعلمين ..
كم من المرات حاولت وأحاول أن أفرد يدي.. أن أركض خلف العصافير في الجو.. لعلي أطير ..!!
لم ولن أتخلى عن حلمي.. والطيران أحد مخططاتي التي تلف وتدور في زاوية فكري .. كما يحق لي كبقية الطير والفراشات أن أحلق في سماء الكون..!!”.
فردت: “حسنا أستسلم.. ولقد صدقتك يا أميرة.. وهذا المساء يبدو على غير عادته.. اجتمع الكل يتبادلون الكلام والضحك.. نسمات السعادة تنبعث من رائحة أحاديثهم التي ضج بها المكان.. رغم أني أعشق السكون والهدوء ولكني فضلت مشاركة الصخب ونشوة الفرح..
كنت تتوسطهم بحذر وحبور .. في سيماك فرح من نوع آخر.. وكأنك ملكت الكون ..!!”.
صرخت: “انظروا إلى السماء.. ثم أشارت لي مبتسما.. نظرت بأمان دون أدنى خطر..
كنت تطير طائرة ورقية مربوطة بخيوط .. في عكس اتجاه الريح..
وكأنك تقول .. هيا لنطير..
لم يتغير شي من ملامحك.. حتى أحلامك في قمة توهجها..
مثلما كنت دائما حرا طليقا لا تأسرك القيود …!!”.