لا شيء سوى كلمات ..
مريم بنت عبيد الشكيلية
إنني أتحاشى أن أكون في تلك الزاوية التي اعتدتُ أن تجدني فيها منعزلة عن الوجوه.
أن أخرج لبرهة من بين صدف الورق نحو السطح، حتى أتنفّس الحياة التي هجرتُها تحت ضغط الحلم.
هل تدرك معنى أن لا يكون لكَ متّسعٌ من الوقت لتكون في مكانٍ آخَر؟
كأن يُلقى بك نحو المجهول.
لا شيء يشطرك نصفين إلا عندما لا تجد مكاناً بحجم جغرافيّة يدك، تكون فيه عندما تشتدّ الريح من حولك.
في هذا العالم الفضفاض، تفشل في احتواء نفسك حتى تلملم فتاتك.
إن الكلمات التي كنتُ أتّكئ عليها، لم تعد تحملني على الثبات تحت وقع هذه الأثقال التي تراكمت في داخلي.
أمدّ يدي نحو سقف الكلمات التي تركتُها في رفّ مخيّلتي، مُحَاولةٌ يائسةٌ منّي لنفض غُبار الحنين العالق في جنباتها.
ما هذا الذي أتلفّظ به وأنا أسير ذهاباً وإياباً بين رصيف السطر والمفردة المقابلة له؟
لا أعرف حقاً أين أذهب بعد أن تفرغ محبرتي من كل هذا الضجيج الكتابيّ.
هل ساوركَ شعورٌ ما وأنتَ تطلق حرفكَ على ثوب الورق، بأنكَ يمكن لك أن تستبدل بالحرف دمعك؟
وأن تسبح أبجديتك في تلك المساحة الورقية من سطرك.