الصفحة الأولى
زوينة بنت بطي اليعقوبية
وعند تنفُّس الفجر تداهمنا خيوط الشمس أمنية، تطول بها حروف الشعر عند العجز قافية، وفي الصدر حمَامات تجوب الجوّ في ألقٍ مُغنيّة. صباح الخير يا حلماً أتى من كوكبي الدرّيّ، صباح النور والإشراق يرفرف في سطوح الدور، وفي كل الوجوه هوى، وفي كل الوجوه أسى، وفي القلب مساحات من الأشواق تأخذنا إلى حيث السطور الرحبة الأولى، إلى خطواتنا الأولى، إلى الحارات نعشقها، إلى بستان جدتنا هناك الجري و اللعب، إلى الدرس، إلى كشكول حصتنا الذي بالكاد نعرفه.
مساحات من الأقلام والكلمات والصور في صفحاته الأولى، وفي الأخرى مساحات من الرسم.
وفي دكة الصف ومن كفّي يطير الحرف منطلقاً، كما الصاروخ على ألواحه البيضاء، وحين تلعثم الكلمات في شفَتي، أتتني يداك تُهدّئ رَوع ما أجد.
يهدهدني حنوّ الصوت حين أتى، كما الربيع يحنو على أزهاره الأولى.
أنا الصورة الأولى، أنا الحلم، أنا الربيع الأول، أنا الزهر، أنا الصفحة الأولى، أنا الكَلِم.