حين يصير التراب سماء
زوينة بنت بطي اليعقوبية
سوف تكون السماء هديًا لكل مُهْتَدٍ، ومنارة حب لكل منبوذ، وسعة لكل من صغرت به الأرض.
ستكون له حضنًا لذراعيه المفتوحتين اللتين لا تملان ولا تضيقان.
السماء أرض لكل فريد العمل، ولكل مشغوف بنبل العدالة والنور. إنها مكان لكل أولئك الذين لا يتخلون عن مبادئهم، أيسروا أم أملقوا، أولئك الذين تتساوى هممهم مع كل انبساط عيش أو ضيق حال. استنفروا العزائم حين افتقدت عند بعض أربابها.
كل منا فريد بعمله، وكل منا تراب يشق طريقه نحو السماء.
عندما يعتمل في صدرك شغف عظيم لعمل ما فلا تتباطأ ولا تتلكأ عليك أن تستجيب لهذا النداء.. توشى القبة الزرقاء تلك القبة التي لا تقبع فيها سوى النجوم. اجعل قافلة أحلامك تلج بين التراب والسماء، واجعل من صغار الأحلام أمنيات عظيمة؛ بل دمدمة بزغردة، بعزيف، بألحان تذرى في الفضاء الرحب، تذهب بأحمالها ضاربة الآفاق طولًا وعرضا؛ لتأتي بعد ذلك متواثبة متماسكة مطواعة لحديث القلب وهمهمات الروح التي عانقت مآربها السماء، قاطعة الريح الراعفة فنزلت وابلًا هطلًا محملًا بالبشارات.
ما أجلك أيها التراب وأجل مروءتك حين تغلي دماء الشغف في عروقك إصرارًا وعزمًا! حين لا تتباطأ كي لا تكون عبئًا مسيئا، ورزءا جسيمًا، حين تختار السماء في حين أن هناك من آثر الأرض التي ينتمي إليها…
فما أعظمك وما أجلك أيها التراب!