حديث الليل..
مريم الشكيلية
هذا الليل الطويل يوشك أن يزفر حتى من أوراقي…، ومن اشتداد صوتي.. أحاول أن أبسط حرفي على المخمل الأسود…
أحاول أن أوقد مفردة على طاولتي الصغيرة في محاولة مني لتقليص هذه الساعات التي لا تنتهي..
في الليل وتر مشدود لا يرتخي.. كأن كل الأصوات التي ترن في داخلي تجذبها العتمة الليلية….
كل هذا السكون الذي يهبط على مسامعي بانحدار مخيف في ظلمة الليل الطويل تجعلني منطوية بحرفي أكثر من شراشف الآسرة…
وهذا الهدوء الذي يجردني من أبجدبتي وكأنه يجرني أسفل قاع الورق بلا مكابح، و توقف هذا السقوط الذي يهوي بي.. أردت أن أخرج بصيص كلمات تبقيني طافية فوق سطح ليل..
الآن يمكنني أن أشعر بكل الذين يعبرون الصبح من نفق الليل الضيق بوجوه بلا لون… أو الذين يخرجون أقلامهم كأنهم يستندون عليها نحو الغسق…
الآن أحتاج أن أكتب أكثر من عدد السطور التي علقت على جدران الورق… لو كان على جبين الليل سطر يتسع لكل هذا الضجيج الذي يدوي في أعماقي…
أحتاج إلى ملايين الكلمات التي ربما تنهمر بصمت على ستائر الليل البطيء لتذوب مع أول إشراقة سطر لا صبح..