مقال : آباء بين الغفوة والغفلة
حمد بن سيف الحمراشدي
حينما نؤمن بأهمية الأسرة وأهمية تماسكها وتخطى كل ما يمكن لكي يعيش كل أفراد الأسرة في سعادة وسرور وتحقيق أمنيات وآمال الأبناء أو السير في الحياة بهدوء تام بين الزوجين أن لم يكن قد رزقا بأولاد.
وحينما نؤمن أيضًا أن للزوجة الدور الأهم في المحافظة على الأسرة وهي صمام الأمان لها ولا يقتصر دورها على تربية الأبناء فقط وإنما دورها يتخطى ذلك بكثير.
الزوجة أو الأم مهما كانت لديها من قدرات وإمكانات فلا بد أن تحتاج إلى من يقف بجانبها من عليه الدور المساند والمعين في كل شئ ألا وهو الزوج.
فرب الأسرة عليه دورًا لا يقل أهمية في تربية الأبناء ولا يقتصر دوره على العمل وتوفير متطلبات العيش من مأكل ومشرب وملبس وإنما عليه الوقوف والمتابعة الدقيقة والمتواصلة في تنشئة أبنائه تنشئة صالحة وإسناد الزوجة في كل ما يمكن عمله في المنزل ولنا في رسول الله أسوة حسنة، حيث كان صل الله عليه وسلم يساعد أهل بيته وما يحزن أن بعض الأباء لا يرون في زوجاتهم سوى نظرة يحصرها في أن عليها كل صغيرة وكبيرة ولا يهتم إلا بنفسه فالبعض يلبس أفضل الملابس ويقتني أفضل المركبات ويغدو ويروح حيث يشاء ويجعل من بيته مأوى للنوم بحجة أنه يوفر لأسرته حاجتها المعيشية ومن حقه كذا وكذا. نعم هو يعمل ويوفر ولكن غالبًا ما تحتاجه الأسرة هو وجوده بينهم ويعيش معهم في كل تفاصيل الحياة اليومية فيهتم بالجانب النفسي والمعنوي للزوجة ويمنح أطفاله وقتًا يعيشون معه ليشعروا بالأبوة وما أكثر حاجة الأطفال للأب بقدر حاجتهم للام.
بعض الآباء ونقول البعض يهمل أسرته كثيرًا ويعيش بين العمل والغفوة والسهر خارج المنزل لدرجة غير مقبولة فكلما كان الرجل بحاجة إلى التواصل والاختلاط مع الناس في المناسبات وغير المناسبات فلا يكون مبالغ فيه حيث الأسرة بحاجة هي الأخرى ذلك الاهتمام وبشكل أوسع وأهم فليس من المقبول أن نعيش بين الغفوة أي النوم ولا نتذكر أن علينا واجبات فنغفل عنها.
فالذين يعيشون بين الغفوة والغفلة يخسرون كثيرًا أقلها أن تكون المسافة بينهم وبين الأبناء تزداد يومًا بعد يوم وقد يبحث الطفل عن بديل للأب وصداقة الأب وحنان الأب ويخرج ليجد من يغطي هذا الفراغ وليس مستبعدًا أن يفعل أمورًا أكثر من المتوقع وكثيرًا ما نسمع وقوع بعض الأطفال في أيدي فاسدة ويعتدى عليهم جسدًا وهم لا يدركون.
إن بعض الآباء يخفي نفسه وراء أسباب واهية وليست مقنعة ويجني بعد وقت مرارة الإهمال.
فهنا تقع المسؤولية عليه لا على الأم فهي لها الكثير والكثير من العمل في المنزل فما بالكم بالأم التي تعمل.
علينا أن نفكر ولا ننام أو نغفل عن واجبات أطفالنا فهم أمانة قبل كل شئ والزوجة أمانة وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.