2024
Adsense
مقالات صحفية

في متحف البيت الغربي بقرية قصرى تستعاد الأرواح الغائبة

مهنا صالح اللمكي

زرت قصرى لأتنفس رائحة الطفولة وحكايات تركتها هناك منذ أعوام، فقد نزف العمر أكثر مما ينبغي وأبتعدت عني تلك الذكريات لمسافات تشبه السنوات الضوئية ،بحيث لايمكن للذاكرة ان تستعيدها، وعند مدخل الحارة وسكتها القديمة لا يكاد العقل يستحضر شيئا سوى ذالك الرجل الذي يحمل معه حبات الرطب في بداية القيظ ويقول لنا ونحن نعبر بدراجاتنا الهوائيه:( تبشرو يا اولاد ) .
وفي بداية الحارة من الجهة الشرقية يقبع ( البيت الغربي..متحف قصرى) وهوالمنزل الذي حولته الأخت زكية اللمكية إلى متحفا تراثيا رائع،بعد أن كان حطاما لا يوجد به شيئا سوى جدرانه الحزينه التي تفتقد ساكنيها وأرواحهم التي ملئت تلك الجدران سعادة وبهجه ورحلت..

بمجهوداتها الفردية أستطاعت هذه المرأة أن تعيد البهجة والحياة بهذا المنزل بكل ماتملك من المال و الجهد البدني في تجميع الادوات التراثية والبحث عنها في كل انحاء السلطنة حيث من الصعوبه ان تجد هذه الادوات التراثية المستخدمه قديما في مكان واحد ، ، ولكن كانت غايتها وهدفها النبيل أن تستعيد ماضي أجدادها وآبائها مهما كلفها ذالك ، ورغم كل ذلك رفضت وضع رسوم للدخول حيث لم يكن هدفها المال بل ان تسعد الزائرين ومن أراد ان يتذكر ماضي أبائه وكفاحهم وحياتهم البسيطة وأدواتهم التي كانو يستخدمونها في معيشتهم وحياتهم اليومية.

دخلت المتحف لأستعيد تلك الذكريات الغائبه ،وكأني عبرت من آلة الزمن إلى ذالك الماضي البعيد لأبتعد عن إرهاصات العصر الحديث وإرهاقاته التكنولوجية ،لأعيش برهة من الوقت في جنبات ذلك المنزل وأتذكر الراحلين من ذلك الجيل الرائع وماتركوه من أزهار حب في قلوبنا وحياة كان ملؤها روح المودة والتعاون ،كانت بساطتهم كتلك الأدوات البسيطة.
فيا أيتها الأرواح الغائبه، إذ أستعيدك أشعر بقفصي الصدري يكاد يتخلى عن ساكنه وتتظاهر الشرايين ضد جبروت الغياب وأكاد أسمي ما أشعر به حنينا.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights