الإيجابية في العمل
حمدان بن سعيد العلوي
مدرب في الإعلام والعلاقات العامة
مكان العمل المثالي هو المكان الذي تشعر فيه بالسعادة البالغة وأنت تؤدي مهامك الوظيفية دون كلل أو ملل بشكل رائع وممتع.
عندما نزرع المحبة والولاء بين جميع الفئات في المؤسسة بدءا برأس الهرم الوظيفي إلى الوظائف الأخرى تنازليا؛ سنرى في المؤسسة شيئا ما يشبه السحر، وسيشعر الموظف بالانتماء، وأنه جزء لا يتجزأ من هذه المؤسسة.
من العنوان يبدو أن الموضوع واضح ومفهوم للجميع، أتحدث اليوم في مقالي هذا عن الإيجابية في العمل، وما لمسته من خلال تقديمي لدورة “فن الحوار وثقافة الاختلاف” لموظفي المديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة البريمي.
حقا، ما أود قوله وأن أذكره بعيدا عن المجاملة: وجدت الإيجابية حاضرة وبقوة لدى المشاركين في هذه الدورة التي لاقت تفاعلا كبيرا أسعدني واستفدت كثيرا من خلال تبادل الحوارات والمعرفة، حقيقة لم أكن الطرف الذي قدم الإضافة بل أضفت إلى رصيدي الكثير من المعلومات القيمة.
من خلال التعامل بين المشاركين يتبين لي أن الانسجام واضح جدا، فهم كخلية النحل يعملون بإخلاص من أجل تجويد العمل، متشوقون جدا لمعرفة المزيد من خلال مناقشاتهم وأطروحاتهم أيام الدورة التدريبية، وما أعجبت به كثيرا هو العمل الجماعي بينهم، وأن هناك أياما تم تحديدها للخروج من روتين العمل والتجمع في مكان ما يلتقي فيه الموظفون ويشاركون في المسابقات؛ حيث تم رصد جوائز قيمة للمشاركين.
إن مثل تلك الملتقيات التي يقوم بافتتاحها المدير العام تعطي انطباعا إيجابيا لإمكانية التأقلم والانسجام بين الجميع.
يعد ذلك درسا وفائدة عظيمة لمن يفتقدونها من نظائرهم في المؤسسات الأخرى، جئت لأقدم لهم فن الحوار؛ فتعلمت منهم فنونا أخرى كثيرة في فترة وجيزة، شكرا لهم، فقد سعدت بوجودي بينهم، وبإذن الله تجمعنا لقاءات أخرى قادمة.
هل من الممكن أن تكون مؤسساتنا سببا لتعزيز صحتنا؟
بالتأكيد نعم، فالسعادة المهنية تأتي من خلال بيئة العمل الصحية، في مثل هذه الحالات يكسب الموظف الثقة، ويحقق الإنجاز على أكمل وجه، فالسعادة في مكان العمل هي طموح من أجل الاستقرار وبلوغ الهدف الذي يتحقق عن طريق التكاتف والتآلف بين زملاء العمل.
خلق جو صحي مليء بالفرح أحد أسبابه تنظيم الفعاليات الترفيهية المليئة بالمرح، وهي من أقوى أنواع التحفيز الوظيفي.
كما أنه يحفز المشاعر الإيجابية، ويسهم في حل المشكلات.
يبقى ذلك حلما، فهل يتحقق في مؤسساتنا كما نرغب ونتمنى بعيدا عن نشر الإشاعات والدخول في الأعراض والنميمة المفرطة؟!