الذكاء الاصطناعي والطب
د. عوف بن عبدالرحمن بن احمد الخان
تعد تقنية الذكاء الاصطناعي من أهم التقنيات التي يمكن استخدامها في الطب، حيث يمكن استخدامها لتحليل البيانات الضخمة والحصول على نتائج دقيقة وسريعة، وتساعد في تحسين الرعاية الصحية وتوفير الوقت والجهد.
من أهم الأمثلة على استخدام الذكاء الاصطناعي في الطب، نجد استخدامه في تشخيص الأمراض وتحديد العلاج الأنسب، وذلك عن طريق تحليل الصور الطبية مثل الأشعة السينية، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير بالأشعة التداخلية، وغيرها. فبفضل الذكاء الاصطناعي، يمكن تحديد الأماكن التي يوجد بها تشوهات وأورام بدقة وسرعة أكبر؛ وبالتالي تحديد العلاج الأنسب.
كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الطبية الكبيرة، والتي يصعب تحليلها يدوياً، مثل السجلات الطبية والتقارير الطبية؛ حيث يمكن استخدام التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي لتحليل هذه البيانات وتحديد العوامل التي تؤثر على الأمراض والعلاجات.
ومن الأمثلة الحية على استخدام الذكاء الاصطناعي في الطب، نجد تطبيق “ديب ميند” الذي تم تطويره لتحليل الصور الطبية، وتحديد التشخيصات الدقيقة للأمراض، وكذلك تحديد العلاجات الأكثر فاعلية، وتم استخدامه بنجاح في عدة دراسات بحثية.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين إدارة المرضى وتحديد الأدوية الأكثر فعالية والجرعات المناسبة؛ وذلك عن طريق تحليل البيانات الطبية الخاصة بكل مريض وتحديد العوامل التي تؤثر على فعالية العلاج.
كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير الأدوية والعلاجات الجديدة؛ حيث يمكن استخدامه لتحليل البيانات الجينية والمعلومات الحيوية الأخرى للمرضى، وتطوير العلاجات الجديدة التي تستهدف الأمراض بشكل أكثر فعالية.
وتعتبر تقنية الذكاء الاصطناعي في الطب من الابتكارات الحديثة التي تحتاج إلى بحوث ودراسات واسعة لتطويرها واستخدامها بشكل أمثل، ولذلك يتم العمل على تطوير البرامج والأنظمة التي تستخدم هذه التقنية وتحسينها باستمرار.
من الدراسات التي تم إجراؤها مؤخرا في هذا المجال، نجد دراسة أجريت عام 2019 ونشرت في مجلة “ناتشر” تحدثت عن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحديد فحوصات القلب اللازمة للمرضى المصابين بأمراض القلب، وتحسين جودة الرعاية الصحية لهم.
وفي دراسة أخرى أجريت عام 2020 ونشرت في مجلة “ذا لانست”، تحدثت عن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل الصور الطبية للتشخيص الدقيق لسرطان الثدي، وتحسين فعالية العلاج وتقليل نسبة الخطأ في التشخيص.