ضوضاء الأحبّة
زينب بنت حمد الراشدية
إليكَ أيُها القارئ بين حروفي البسيطة، فأتمنى أن تُلامس روحك اللطيفة وقلبك الرقيق؛ نعم يُتعبنا الخوض في الماضي القريب أو البعيد، كُلها في الأرشيف نجدها، وفي ذاكرتنا تحوم بِنا اشتياقاً وحنيناً، نحاول تجاهلها، لكن تأثيرها على وجوهنا وصوت حناجرنا يفضح كُل ما يدور في أفواهِنا، كتمنا وصبرنا لإكمال ما تبقّى من حياتنا مع من نُحب، ودعواتنا تُرافقهُم أينَ ما كانوا.
ضجيج الحياة أتعبنا، فالطريق شاقّ، والمآسي سببها كُل هذا الاشتياق، نتوقف لأيام طويلة بعيداً عن الجميع في صمتِِ وانقطاع، فقط لأننا تذكرناهم، فمنهُم من نستطيع اللقاء بِهُم متى ما أردنا، ومنهُم من يصعب علينا ذلك، ولا أجيد سوى الدُعاء، عسى الله أن يجمعنا على الخير.
والغريب في الأمر أنها فترة تجعلنا هكذا، حتى لو قضينا وقتاً في التفكير بِهم دونَ جدوى للّقاء بِهم، نكون بعدها على رضىً سببهُ أنهُم ما زالوا في قلوبنا يحتلون المكان.