خمس فقرات، وينتهي النصّ الأدبيّ
شريفة بنت راشد القطيطية
كنت أبتعث قلبي ليتمرّد، ويعلّق كل الأماني على جدران الغيث، وكان الغيث جسوراً ليتمرّد ويترك قلبي بلا مأوى ولا وطن، كنتُ أحدّثك عن قلبي، وكنتَ تسقط كلّ مرّة كمطرٍ عابر يعود متطفلاً مع الغيم، وكان الغيم مستاءاً ليحمل أمثالك، فيعصف بكَ في قِفارٍ لا جدوى من سقياها، ولا جدوى من الحديث تحت سماء هجركَ وصمتك، السماء واحدةٌ والهجر متعدّد، سيظلّ النزف مترجماً لآهاتي، وإن أبديتُ سعادتي وتجاهلي، وسيكون آخر الأنفاس أنت.
خاليةٌ هي الأوقات من دونكَ وعادية، ليس لِلّيل اشتهاء، وليس للصباح بهاء، وليس لي إلا الذكريات والأمنيات، ليس عدلاً أن أكون جثماناً مسلوبة منه الروح، وهادئة جداً كأول خيط للفجر، جدّف في جرحي بأقصى سرعتك، وعلّق كل إشارات المرور وكُن فخوراً، أضمن لك التخلي عن الانعطاف نحوك، فينبت قلبك بين إصبعين وأعانقه، وأقرّبه من شفتي وأدخّنه؛ ليستقيم وضع الهيام بك.
تعوّدنا أن نعود لليل، ونبتر الخوف، وتأتي الأرواح متلهفة للعناق، وأشتاق، وتنتهي قصة الرعب التي تمتحنني، وأرسم على الجدران أغنيتي وأهرب لحضن السحر ليلوّن الأحداث، وكان طيفك العابر في روحي وذكرياتك الراحلة، خمس فقرات وينتهي النصّ الأدبيّ، وأبدأ في كتابة قصةٍ من ألف كلمة لا يشملها الحزن، وسأترك مسافةً بين كلّ سطرٍ وسطر، وستتشرّف بقصّ شريط الحفل، وسننتهي في لمعة برق، أغمض عينيك وتخيّل، بين الروح والوجدان يسكن الصمت، ويعبر بي اثنا عشر فصلاً من روايتك المزيّفة، سنكبر وقتها وندخل مرحلة الرحيل.
عمدتُ لركن ما في قلبك وتوسدته بألق، وتحوّل كلّ الركود لمرامٍ حرّ، وتمادينا جميعاً في الأمل، ووصلنا. أشتاقك وتأخذ روحي بعيداً لتراقبك، وتأتي بشيء جديد، لا أستطيع انتظارك ووجهك رائدٌ بالحُسن في وجهي، وألتقط إنشغالاً يلهيني لكي لا أنهار أكثر، لن نترك أقفالاً على قلوبنا، نحن نتركها مفتوحة ليدخل ويخرج من يشاء، من أعجبه سيظلّ، ومن لا يعجبه فليرحل، يكتظّون حول بهاء الحنين، ويتركون آثارهم في مهجتي، أعدّ لاشتياقهم نهراً خالداً من الدموع، تفضل، أعد إليّ الجراح وأيقظها، لعلّ في نومها كنت في يأس، أظلّ على جدران القساوة أرتمي، وبين هجر القلوب تلقاني وألقاها.
تمرّ على القلب تفاصيل أذىً، أمَا آن لنا أن نستريح ونمضي في سبلٍ أكثر روعة؟
أتعلم كم أشتاق إليك؟ عندما يخلو المكان من الأنفاس، تعرقل ذاكرتي السطور، وأبحث عنك لعلّك خلف النافذة تريد الدخول. مراقصك الخالية من موسيقى أنفاسي، لم تعد تستهوي الرفاق، لم تعد تشعل الشموع في الليالي المقمرة، أتيتك وكلّي خذلان، ولم يتبقَّ على إصدار حكم براءتي بتوقيعة قلم، إلا خضوعك بين يديّ، فصرت أحبك.
تعددت الأسباب والحب واحد، صدفة ولهفة وشوق والنظر من البعيد، قادم إليك قلبي يا لذة الشوق، نتخذ من ضحكاتنا ستاراً، نخفي خلفه الهموم، وأيّهما يدوم؟ الضحك أم الهموم؟
قدوم العشق إلى مبتغاه، يلتمس العذر للعاشق، فكيف إذا كان مولده منذ طفولتنا؟
كنا نلعب بالعشق على أنه موعد اللقاء، وعدّة فصول في رواية معقدة.