وقوع الطلاب تحت الملاحظة الأكاديمية الأسباب والحلول

 تحقيق / ميعاد بنت علي درويش الدبي

وقوع الطلاب تحت الملاحظة الأكاديمية من التحديات التي تواجه الطلاب الجامعيين ومرشديهم الأكاديميين على حدٍّ سواء، ويعتبر تدني التحصيل الأكاديمي للطلاب موضوعاً مؤرقاً لما له من تبعاتٍ كثيرة تتعلق بمستقبل جيل بأكملة ، والتحدي الأكبر هو إيجاد الحلول المناسبة لمعالجته، ومعرفة الأسباب الحقيقية التي تجعل من التحصيل الأكاديمي الجيد أمراً صعباً، ويشترك في مشكلة تدني التحصيل أطراف كثيرة، وهي ليست مشكلة الطالب المتدني أكاديميا فقط، بل هي مشكلته و مشكلة الأهل والمعلم والإدارة، ولا يمكن حل هذه المشكلة بدون تضافر جميع الجهود وإيجاد حل جذريّ لتدني التحصيل الأكاديمي بأساليب أكاديمية مهنية مدروسة و قابلة للتطبيق.

و فيما يخص أعداد الطلبة الواقعين تحت الملاحظة الأكاديمية ، أفادت الفاضلة مريم الصيعري فني قبول و تسجيل أول بمركز القبول والتسجيل بجامعة التقنية و العلوم التطبيقية بصلالة : بأن أعداد الطلاب الواقعين تحت الملاحة الأكاديمية في تزايد مستمر مع الأسف؛ حيث وصل عددهم الى 284 طالب و طالبة يشكل طلاب قسم إدارة الأعمال 60% والنسبة المتبقية لبقية الطلاب من التخصصات الأخرى في الجامعة.

الأسباب:

و بحثًا عن الأسباب كانت لنا وقفة مع المعنيين بهذا ، حيث قال الدكتور: حسن عيديد أستاذ مساعد بقسم إدارة الأعمال بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصلالة: أن السبب الرئيسي وراء وقوع الطلاب تحت الملاحظة الأكاديمية هو قلة الوعي، وقد فسر ذلك بعدم وعي الطلاب بوضعهم الأكاديمي مما يؤدي بشكل كبير الى إهمالهم وعدم إهتمامهم بدراستهم
وأضاف أيضًا بأن هناك أسباب أخرى لها دور في خلق هذه المشكلة منها صعوبة اللغة المستخدمة في الجامعة، و صعوبة المقررات الدراسية، والصدمة التي يتلقاها الطالب أثناء انتقاله من المدرسة إلى الجامعة.

و في هذا السياق أشار الدكتور سالم المعشني أستاذ مساعد بقسم المتطلبات العامة :أن الصحبة لها دور كبير في تدني المستوى التحصيلي للطلاب لما لها من آثار كبيرة في التغير في الشخصية والإهتمامات , مما يؤثر لاحقا على سلوكيات الطالب الإجتماعية والدراسية مثل عدم الحضور وعدم الإنتباه والبرود وعم الرغبة في الدراسة وغيرها من السلوكيات الغير مقبولة في البيئة الدراسية.

كما قالت الفاضلة بهية باعمر أخصائية نفسية في جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصلالة :أن الجانب النفسي للطالب له دور كبير في حدوث هذه المشكلة وتضخمها، وأن المشاكل العائلية تزيد المشاكل النفسية التي تؤدي لوصول الطالب لهذا الوضع، و كذلك البعد عن الأهل بحكم وجود الجامعة في منطقة بعيدة عن مكان سكن الكثير من الطلاب , بالإضافة إلى القلق من الاختبارات والضغوطات التي سببها غالبا مراكمة الطالب لأعمالة وتأجيله لها .

واتفق كلا من الطالبين مهند الكندي و رزان الرقيشي طلاب في جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصلالة بأن المشكلة تكمن في صعوبة المقررات الدراسية وخاصة أنها تدرس باللغة الإنجليزية، و أفادوا أيضًا بأن المرشد الأكاديمي في بعض الحالات لا يراعي وضعهم الأكاديمي بوضع خطة مناسبة لهم ولمستواهم الدراسي، كما أكدوا أنه من واقع تجربتهم بأن للصحبة دور كبير في تدهور الوضع الدراسي للطلاب.

الحلول:

من الحلول المقترحة لحل هذه المشكلة و التقليل منها هو محاولة معالجتها في أسرع وقت ممكن لتتجنب تضخم آثارها الكبيرة، و قال الدكتور حسن عيديد بأنه يمكن المساهمة في حل هذه المشكلة من خلال تنظيم زيارات ميدانية للطلاب لأماكن العمل لمختلف التخصصات في الجامعة لتحفيز الطلاب على المذاكرة، و أضاف أيضا: ” إن المرشد الأكاديمي يجب أن يضع خطط خاصة للطلاب الواقعين تحت الملاحظة الأكاديمية لتحسين وضعهم وحل المشكلة” .

وقال الدكتور سالم المعشني : بأنه يمكن حل هذه المشكلة أحيانًا بتغيير البرنامج أو التخصص الأكاديمي إذا كان الطالب لا يرى نفسه في هذا المجال.

وختاما لهذا التحقيق تعد مشكلة وقوع طلبة الجامعات تحت الملاحظة الأكاديمة تحدي كبير لا يستهان به، ولهذه المشكلة أسباب عديدة منها عدم وعي الطلاب بوضعهم الأكاديمي والمشاكل النفسية للطلاب التي تساهم في تفاقم الوضع و تشتت ذهن الطالب، و نظرا لأن الأرقام أكدت زيادة أعداد الطلبة الواقعين تحت الملاحظة الأكاديمية مما يستوجب العمل الجماعي المشترك لإيجاد الحلول المناسبة، علما بأن الجامعات دائمًا ما يكون لديها سياسة خاصة للتعامل مع هذه الحالات قبل إقصاء الطالب من الدراسة، و جامعة التقنية و العلوم التطبيقية على سبيل المثال تضع قوانين خاصة بطلبة الملاحظة الأكاديمية من خلال تخفيف العبء الدراسي بعدد ساعات أقل من الطالب الآخر مع توجيه المرشد إلى وضع خطة لمساعدة الطالب لتجاوز وقوعه تحت الملاحظة الأكاديمية، و لا تفيد خطط أو استراتيجيات أو توجيه مرشد ما لم يقوم الطالب بواجبه تجاه نفسه و دراسته حتى يستطيع الوصول إلى معدل يؤهله للمواصلة، كما يجب عليه طلب المساعدة من الجامعة في حال واجه ضغوطا نفسية تعيق مسيرته الدراسية من خلال الوصول إلى الإخصائيين النفسيين و الاجتماعيين في الجامعة دون تردد.