2024
Adsense
مقالات صحفية

الإسلام خاتم الرسالات، ومحمد خاتم النبيين

سالم البادي

 الصراع بين الحق والباطل ليس وليد اليوم؛ بل هو سنة الكون منذ أن خلق الله آدم عليه السلام، فقد حسده إبليس وتوعّد أن يفتنه وذريته؛ فقال فيما حكاه عنه رب العزة: (فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)-[ص: ٨٢] .

وشرع الله تعالى لكل أمة ما يناسب حالها وزمانها ويكون كفيلاً بإصلاحها، ثم ينسخ الله ما يشاء من تلك الشرائع السماوية لانتهاء أجلها، إلى أن بعث نبيه محمدًا خاتم النبيين إلى البشرية جمعاء إلى يوم القيامة، وشرع له شريعة شاملة جامعة وصالحة لكل زمان ومكان. قال تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً)- [الأعراف ١٥٨].

(الدين الإبراهيمي)
عمل أعداء ديننا الإسلامي الحنيف ونبينا المصطفى محمد -صلى الله عليه وآله وسلم – على إعداد خطة من أخطر الخطط على مر العصور، والتي تستهدف القضاء على الأمّة الإسلامية، لكنّ الله تبارك وتعالى هو الذي تولى دينه وحفظ كتابه الكريم. قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ)-[الحجر: 9].
حيث بدأت الفكرة لهذا الدين الجديد في جامعة هارفرد، لتسارع بعد ذلك جامعة فلوريدا إلى تبني المشروع ، ثم جهاز المخابرات الأمريكية(سي أي أيه)، حتى تم تسليمه مؤسسة (راند) الأمريكية التى تعنى بتطوير الأبحاث وإيجاد أفكار وابتكار لحلول التحديات والسياسات العالمية؛ لتخرج بهذا المشروع من رحم أروقة غرف أكاديمية جامعاتها إلى فضاء السياسة العالمية وأضواء الإعلام، فإذا بعائلة (روكفلر) تعجب بالفكرة وتدعمها بالغالي والنفيس، ومن ثم تأتي وزارة الخارجية الأمريكية لتحمل على عاتقها المهمة الدبلوماسية وتكمل الخطة المعدة لذلك.

انطلقت الخطة الفعلية لتطبيق هذا (الدين الإبراهيمي ) بعد تطبيع العلاقات بين بعض الدول العربية والكيان الصهيوني المحتل، في سبتمبر ٢٠١١، تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية، وأطلق على الاتفاق بـ “الاتفاق الإبراهيمي” أو “إبراهام.

ويأتي مشروع (الدين الإبراهيمي) في منظور أعداء الأمة إلى رؤية تقريب الأديان من بعضها، وفي سياق تغيير سياسيّ اقتصادي يتم الترتيب له في أروقة غرف العمليات الغربية وأمريكا لاتخاذ القرارات، والتي تهدف إلى إذلال المسلمين والسيطرة على المنطقة العربية والإسلامية.

قال تعالى: ﴿ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}-[الصف: ٨].
لقد تكفل الله بنصر دينه وحفظ كتابه العزيز، وإظهار الحق ولو كره الكافرون؛ فدين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام دين واحد، رغم تنوع شرائعهم؛ قال تعالى: (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ)-[الشورى: ١٣]، ودين الأنبياء هو دين الإسلام، الذي لا يقبل الله غيره، وهو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والتخلص من الشرك وأهله. قال تعالى عن نوح: (وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)-[النمل ٩١]،
وقال تعالى عن إبراهيم: (إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)-[البقره ١٣١]، وقال تعالى عن موسى: (وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ)- [يونس ٨٤]،
وقال تعالى عن المسيح: (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ)-[المائدة: ١١١]، وقال تعالى عن ملكة سبأ: (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)-[النمل٤٤].

فالخلاصة أن الإسلام هو دين جميع الأنبياء والمرسلين عليهم صلوات الله وسلامه، ونعمة الإسلام هي من أعظم النعم وأجلها وأوفاها وأعلاها، فيجب على كل مسلم أن لا يغفل عن الحمد والشكر لله تعالى على نعمة الإسلام.

قال ابن الرومي:
فِي زُخْرُفِ الْقَوْلِ تَزْيِينٌ لِبَاطِلِهِ
** وَالْحَقُّ قَدْ يَعْتَرِيهِ سُوءُ تَعْبِيرِ
تَقُولُ: هَذَا مُجَاجُ النَّحْلِ تَمْدَحُهُ
** وَإِنْ ذَمَمْتَ تَقُلْ: قَيْءُ الزَّنَابِيرِ
مَدْحًا وَذَمًّا وَمَا جَاوَزْتَ وَصْفَهُمَا
** حُسْنُ الْبَيَانِ يُرِي الظَّلْمَاءَ كَالنُّورِ

 اللَّهم أَعزَّ الْإِسلامَ والْمسلمين، واخذلْ أَعداءك أَعْداء الدِّين. اللَّهم آمنّا في أَوطاننا، وَأصلح أَئمتنا وولاة أمُورنا، وارزقهم الْبطانَة الصالحة النّاصِحةَ التي تعينهم على أداء واجبهم تجاه أمتهم.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights