بدرية بنت حمد السيابية
كل ما نحن عليه الآن هي نِعَمُ الله التي لا تعدّ ولا تُحصى، بمعنى أننا نستطيع أن نعدّ أو نذكر نعَم الله علينا، ولكن لا نستطيع حصرها فهي كثيرة، الحمد لله – ولكنك عزيزي القارئ هل فكرت كيف تحافظ على نعم الله عليك؟ وكيف تستفيد من نعم الله؟ وكيف تستخدام هذه النعم؟
كثيرة هي المواقف عندما تصادفنا ونقف عندها وقفة ذهول وصَمت، ونكتفي بالنظر فقط، قال تعالى :(أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ۗ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ)، [لقمان: الآية 20].
مثلاً هناك من يرمي الطعام في سلة المهملات دون وعي أو مبالاة بالأمر، وهناك من يشتري بعضاً من أصناف الطعام دون الحاجة لها، وبالتالي سيكون الحلّ في فكرة رمي في سلة المهملات ليس الطعام فقط، بل هناك مشتريات عندما يقوم البعض بشراء أشياء لا حاجة لهم بها، تراوده بعض الأسئلة:
لماذا اشتريت؟ وكيف سأتصرف به؟
وخاصة عندما تشتري شيئاً من سوق خارج منطقتك، حينها لا تستطيع إرجاع ما اشتريته أو استبداله، وذلك لبُعد المسافة مثلاً، أو لفظ عبارة (لا أستطيع إرجاع الشيء، لأن البائع لن يقبل)، عندها تبدأ الصراعات والمشادات بينك وبين نفسك.
هناك من يحافظ على النعم، البساطة في اللباس، والاعتدال في الأكل والشرب، لا يهتم لِما يُقال عنه، مثلاً هناك أشخاص تبقى الأشياء معهم لسنوات طويلة، وإن أصبحت قديمة- لربما ستقولون هؤلاء بخلاء، لا أتوقع ذلك، ولكن يعلمون بأن الإسراف والتبذير لا يحبه الله عزوجل.
جميعنا محاسَبون على تصرفاتنا، سواء كانت في السراء أو الضراء، لذلك عندما تفكر بشراء شيء، تذكّر قبل شرائه هل أنت فعلاً بحاجة له؟ وهل من الضروري شراءه؟ أحياناً البعض يشتري شيئاً للتباهي بين الناس، رغم أنه ليس من ذوقه أو يليق به، ولكنه أحب أن ان يقلد أحدهم، كأن يقول:
فلان اشترى هذا فأنا سأشتري مثله، هذا ما يسمى بالتقليد الأعمى- ليس من الضروري أن نقلد الجميع بما يملكونه، البعض مقتدر والبعض لا يستطيع.
وبعد فترة من الزمن ستكون بعض الأشياء غير صالحة للاستعمال، ونركنها في زاوية محصورة بعيداً عن الأنظار، أنت اشتريتها فاستخدمها في وقت أنت بحاجة لها، ولا تسرف في أمور أنت غنىٌ عنها. – فالاعتدال والتوازن في بعض الأحيان مطلوب في الحياة.
