قصص وروايات
قطعة لحم
هالة الحضرمية
عقلٌ شارد حتى أيقظني حدسي حينما انقلب مُسجل الصوت على أغنيته، نعم هي! أغنيته المُفضلة. كان يجلس بالقرب مني كُلما أبدأ في استخدام الكمبيوتر طالباً مني تشغيلها، أشغلها له و أنا منزعجة من صوت العُود و صوت المُغني الذي لا يروق لي، أُغنية كانت كفيلة بنبش كُل ذكرى تخصه، ذكرى يوم رأيته أسفل درج البيت، وقفت مٌتجمدة من هول ما رأيت، تفوهت دون وعيٍ مني “ما يتنفس .. مات” ذكرى يوم قطعة لحم صغيرة أكلها فنزعت رُوحه و انتزعت رُوح البيت، لم أعد أجري خلفه عندما يفتح غرفته المليئة بأشياء غير مفهومة، عَم الهُدوء في البيت بعد رحيله، غادرت رُوحه البيت الصغير و ما هي إلا سنوات قِلال حتى هجرنا نحن البيت أيضاً، آملين أن لا يأخذ اللحم أحد أحبابنا بغتة مُجدداً.